نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا عن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط، وتأثيرها على علاقة الولايات المتحدة بدول المنطقة وخاصة السعودية، التي وعد الرئيس بايدن سابقا بجعلها دولة منبوذة.
وقال الكاتب أندرو بونكومب، إن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب فشلت في معاقبة السعودية على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. بل إنها -على العكس- عززت العلاقات معها، وانحنى ترامب أمام الملك سلمان بن عبد العزيز لتسلم قلادة ذهبية ثقيلة، هي قلادة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، متسائلا: "لو كان بايدن رئيسا وقتها، ماذا كان سيفعل؟ هل كان سيعاقب القادة السعوديين؟"، بحسب ترجمة هيئة الإذاعة البريطانية.
ويشير الكاتب إلى رد بايدن على هذا السؤال في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، على منصة مناظرة الحزب الديمقراطي الخامسة في جورجيا لاختيار مرشح ينافس ترامب في انتخابات الرئاسة. وكان بايدن يتنافس مع بيرني ساندرز وإليزابيث وارين وكامالا هاريس.
وقال بايدن في المناظرة: "نعم (كنت سأعاقب القادة السعوديين)، وقلت في ذلك الوقت، لقد قُتل خاشقجي وقُطعت أوصاله، وأنا أؤمن بأن هذا جاء بأمر من ولي العهد".
وأضاف بايدن أيضا: "أود أن أوضح لهم (السعوديين) أننا لن نبيع لهم المزيد من الأسلحة. سنجعلهم يدفعون الثمن، ونجعلهم في الواقع منبوذين كما هم"، مشيرا إلى أن السعودية تقتل الأطفال في اليمن.
لكن الآن، بعد عامين ونصف من حكم بايدن، استمرت مبيعات الأسلحة الأمريكية والبريطانية إلى السعودية بلا هوادة، ولم يُحاسب أحد على مقتل الصحفي السعودي وكاتب المقالات بصحيفة واشنطن بوست، في قنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا، والذي كان يقيم في الولايات المتحدة.
وسيقوم بايدن هذا الأسبوع بزيارة الرياض في إطار جولة تستغرق أربعة أيام في الشرق الأوسط، في أكبر دليل على أن العلاقة الأمريكية السعودية قوية كما كانت دائما. وسيحاول أيضا مساعدة إسرائيل في إقامة علاقة مع السعودية، بحسب ما يرى الكاتب.
من غير الواضح ما إذا كان سيتم الإعلان عن أي اتفاق هذا الأسبوع، فقد يكون هناك اتفاق للسماح بتحليق الطائرات الإسرائيلية فوق المجال الجوي السعودي، لكنّ بايدن وآخرين يرغبون في أن يكون ذلك في سياق اتفاقية أبراهام التي أبرمت عام 2020 بين إسرائيل والإمارات.
وقال البيت الأبيض إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيكون ضمن الفريق السعودي الذي من المقرر أن يجري معه بايدن محادثات في اجتماعات ثنائية.
ويحاول الجميع معرفة طبيعة العلاقة بين ابن سلمان وبايدن، وما إذا كانا سيظهران علنا في صور تذكارية. ورد جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأنه سيترك الإجابة على "ترتيبات الرحلة الخاصة" للمنظمين.
ولم يجب سوليفان بوضوح عن ما إذا كانت قضية خاشقجي ضمن أجندة بايدن، وقال إنه لن "يحدد ما سيقوله الرئيس بشكل خاص في لقاءاته مع المسؤولين السعوديين"، لكنه أكد أن البيت الأبيض يتواصل مع عائلة خاشقجي.
وأكد سوليفان أن بايدن لم يندم على تصريحاته السابقة، وأن ما يركز عليه حاليا هو رؤيته بأن الولايات المتحدة لديها اهتمامات كبيرة بتطوير وحماية شراكتها مع السعودية.
وأوضحت سارة واطسون، المدير التنفيذي لمؤسسة "الديمقراطية للعالم العربي الآن"، ومقرها واشنطن، في تصريحات لـ"الإندبندنت"، أن "الإدارة الأمريكية تركز على بيع المزيد من الأسلحة، وحماية إسرائيل، التي تطلب اتفاقا مع السعودية، وأن تكون جزءا من استراتيجية التصدي (إقامة ناتو شرق أوسطي) ضد إيران".