شدد كاتب إسرائيلي على أهمية تركيز المحافل الأمنية المختلفة؛ العسكرية والأمنية الإسرائيلية، على متابعة نشاط حزب الله، في الوقت الذي تنشغل فيه بالتهديدات الإيرانية.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" أفرايم غانور، أن اسم "إيران" كرر مؤخرا كثيرا في "تل أبيب"، خاصة أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط، والتي تخللتها زيارة "إسرائيل" والسعودية وبيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
وأضافت: "بلا شك، التهديد النووي الإيراني هو تهديد وجودي على إسرائيل، وهو يلقي علينا الرعب منذ زمن، مثلما رأينا في زيارة الرئيس بايدن المغطاة إعلاميا، والتي خلالها شكل هذا التهديد موضوع حديث مركزي في كل المداولات".
وذكر أنه "في الوقت الذي تتطلع فيه العيون في إسرائيل بقلق شرقا نحو إيران وتهديداتها، ينبغي تركيز النظرة الأمنية قبل كل شيء على تهديدين آخرين يوجدان على عتبة إسرائيل؛ ففي خطاب زعيم حزب الله حسن نصرالله في الأيام الأخيرة، صرح بأن إسرائيل ملزمة بأن تحل نزاعها الحدودي البحري مع لبنان حتى أيلول/ سبتمبر المقبل، وهو الموعد الذي من المتوقع لإسرائيل أن تبدأ فيه بإنتاج الغاز من حقل "كاريش" الواقع على مسافة نحو 80 كم غربي شواطئ حيفا".
وأشار الكاتب إلى أن نصرالله في خطابه "استخف بتصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس التي قال فيها: "إذا تطلب الأمر، سنسير مرة أخرى إلى بيروت".
وقال نصرالله: "نحن قادرون على أن نطلق عددا كبيرا من المسيرات المسلحة في نفس الوقت اذا لم يحصل لبنان على حقوقه البحرية".
وأكد غانور أن "إسرائيل تعلمت من الماضي أنه محظور الاستخفاف بتهديدات نصرالله"، منوها إلى أن "حزب الله خلال الـ16 عاما التي انقضت منذ حرب لبنان الثانية، تعاظم بشكل واضح، وهو اليوم يفرض أمام "إسرائيل" تهديدات ذات مغزى كبيرة جدا تتضمن عشرات آلاف الصواريخ من كل الأنواع، بعضها صواريخ تكتيكية دقيقة قادرة على أن تضرب أهدافا استراتيجية لإسرائيل".
وزعم أن "إيران مؤخرا زودت حزب الله بمسيرات مسلحة قادرة على أن تضرب طوافات الغاز الإسرائيلية، ويدور الحديث عن تهديد استراتيجي يتطلب من جهاز الأمن استثمار مقدرات وجهود جمة في الاستخبارات، في قدرات الهجوم والدفاع، في ظل علم واضح بأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد تتعرض لضربة قاسية جدا".
وقال: "حزب الله معد لأن يشكل القبضة الحديدية لإيران الأقرب إلى قلب "إسرائيل"؛ بهدف أن يعطل بقدر كبير قدرات تل أبيب حيال إيران"، متسائلا: "ماذا سيحصل إذا ما قرر حزب الله في صباح يوم صاف استخدام ترسانة الصواريخ والمسيرات لديه ضد إسرائيل؟".
وعن التهديد الثاني، رأى الكاتب أنه يتعلق برحيل رئيس السلطة في رام الله محمود عباس (87 عاما)، وأكد أن "رحيل عباس سيجر صراعات وخلافات قاسية"، زاعما أن "حماس تستعد لهذا الوضع منذ زمن؛ بهدف السيطرة على السلطة الفلسطينية".
ورجح أن "صراعات عنيدة ستجري داخل قيادة "فتح" بعد رحيل عباس، ولهذا بالتأكيد سيكون تأثير كبير على الوضع الأمني في "إسرائيل"، وهذا يمكن أن يجد تعبيره في تنفيذ عمليات إطلاق صواريخ من غزة ومواجهات في الميدان مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فهل "إسرائيل" وجيشها مستعدان للتصدي لهذين التهديدين اللذين قد يقعان بشكل مفاجئ في أي وقت؟".