بعد الجدل الواسع والغموض الذي لف قضية وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، والمختفية عن الأنظار منذ أشهر وسط حديث عن وضعها تحت الإقامة الجبرية في منزلها. بعد الكشف عن فضيحة فساد كبرى داخل الوزارة متورط فيها مدير مكتبها ومقربين منها صدر، الأربعاء، أول حكم بقضيتها التي أثارت الرأي العام المصري.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، فقد أصدرت محكمة جنايات القاهرة، حكمها في اتهام محمد عبد المجيد الأشهب (58 عاما)، طليق وزيرة الصحة هالة زايد و3 آخرين، بالقضية المعروفة إعلاميا بـ”رشوة وزارة الصحة”.
المحكمة أصدرت حكمها بمعاقبة طليق هالة زايد، الذي يعمل أخصائي أول بشركة مصر للتأمين عن الحياة، بالسجن المشدد 10 سنوات وتغريمه 500 ألف جنيه، بحسب صحيفة “الشروق”.
كما عاقبت محكمة جنايات القاهرة، محمد أحمد بحيري، مدير إدارة التراخيص بمؤسسة العلاج الحر، بالحبس مع الشغل لمدة سنة.
وتضمن الحكم إعفاء المتهمين وسيطي الرشوة من العقوبة وفقًا للقانون بعد اعترافهما. وهما السيد عطية إبراهيم الفيومي، طبيب ومالك مستشفى الفيومي، وحسام الدين عبد الله فودة ضابط قوات مسلحة بالمعاش.
آخر ظهور لوزيرة الصحة المصرية هالة زايد
ويشار إلى أن الظهور الأخير لهالة زايد، كان في يونيو الماضي، في جلسة عقدتها داخل منزلها مع بعض الموظفين بوزارتها.
وبحسب فيديو رائج لهذه الجلسة نشره نجلها آنذاك، فقد ظهرت هالة زايد ، وهي تتحدث للحضور وتجري نقاش معهم وكانت ترتدي عباءة منزلية مع غطاء الرأس.
وقالت هالة زايد في نص حديثها مخاطبة الحضور:”بمجرد ما عرفنا إن فيه عيان هنتحاسب قدام ربنا عليه.. كلنا هنتحاسب، يكفي إنه هو عيان كمان هيتمرمط.”
وجاء ذلك ضمن حثها للقيادات بالوزارة التي حضرت الاجتماع، على الاهتمام بشؤون المرضى.
وتابعت ضاربة المثل بأحد الحضور:”فلما يروح لأمير في القافلة لو له علاج أو عملية على نفقة الدولة.. ما أنا أعتبر أمير الراعي المصري جزء من وزارة الصحة.. طب ما ده عيان تكتب ده له عملية كذا على نفقة الدولة تعملها.”
وظهر شخص آخر يتحدث في اللقاء المشار إليه مثنيا على وزيرة الصحة وكأنه يتملقها:”سيادة الوزيرة لما مسكت الوزارة كانت بتقول احنا الأول اسمنا وزارة الصحة مش وزارة المرض.”
إشاعة زواج السيسي من هالة زايد
وكانت إشاعات راجت على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع اختفاء وزيرة الصحة عقب الكشف عن قضية الفساد بوزارتها، عن زواج رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي من هالة زايد سرا.
ولاقت هذه الإشاعة انتشارا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وقتها.
واتضح لاحقا أن هذه المزاعم مجرد إشاعات، فيما لم يصدر أي تعليق من مؤسسة الرئاسة أو أي مؤسسة حكومية بشأن هذه الشائعة.
مصر.. “رشوة وزارة الصحة”
وكان النائب العام المصري قد أمر بإحالة 4 متهمين في القضية بينهم “طليق هالة زايد” ـ المتهم ا|لأول ـ للمحاكمة الجنائية؛ لاتهامه بطلب مبلغ 5 ملايين جنيه لنفسه وأخذه 600 ألف جنيه “رشوة” من مالكي مستشفى خاص بوساطة متهمينِ آخرينِ.
وجاء ذلك مقابل استعمال طليق هالة زايد محمد عبدالمجيد الأشهب، نفوذه للحصول من مسؤولين بالوزارة على قرارات ومزايا متعلقة بعدم تنفيذ قرار غلق المستشفى لإدارته بغير ترخيص.
وخرجت تفاصيل فضيحة قضية الرشوة في وزارة الصحة للعلن في يناير الماضي، ووقتها اختفت وزيرة الصحة في ظروف غامضة وسط حديث عن وضعها تحت الإقامة الجبرية.
وكلف رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي وقتها، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبدالغفار، بالقيام بأعمال وزيرة الصحة هالة زايد