في مقدمة المتفوقين وقفت ابنة الشهيد القائد سجى رائد صبحي العطار بمعدلها 75.6% الفرع العلمي، وقفت على قدميها باكية بعد خوضها إعصاراً من الظروف القاسية، بعدما أثمر زرع أبيها الشهيد الذي حصدته بقهرها ودموعها وفقدها الجلل.
اثنان وخمسون يوماً من العدوان على قطاع غزة، أفقدت ابنة الثانوية العامة "سجى العطار" والدها برفقة القادة الأبطال محمد أبو شمالة ومحمد برهوم في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، وأن يفقد الإنسان أغلى ما يملك على وجه البسيطة لهو أعظم بلاء يمر به.
أولى مشاهد التفوق كانت لابنة الشهيد، بعد حدث جلل جبل عزيمتها على تحدي الظروف والخروج بتحدٍ لا تستطيع على حمله الجبال، خرّت "سجى" ساجدة على الأرض والدموع تفيض من عيونها.
هذا النجاح فطرة الشهداء وأبناء الشهداء، كلما مرت بهم عاصفة عاتية كانوا في وجهها كالجبال الراسيات، حتى لحظات الانتصار الحاسمة كما فعلت سارة وقريناتها من أبناء الشهداء.
لقد حازت سجى على "البشرى" فعلًا، لكنّ فرحة التفوق كانت منقوصة، تردف برجفةٍ: "رغم أن والدتي دعمتني وحاولت أن تعوضني، لكنّ صعب أن تفقد والدك في وقت كنت لا اتجاوز الأحد عشر ربيعا وهذه أول فرحة تطرق بابي ولا أجده معي".