قال عاموس هرئيل المراسل والمحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير تحليلي له، اليوم الجمعة، إن حركة الجهاد الإسلامي تحاول فرض معادلة جديدة، مشيرًا إلى أنه في المقابل بدأ ينفذ صبر "إسرائيل" تجاه الوضع الحالي مع استمرار الإغلاق في غلاف غزة والذي أدى إلى تذمر المستوطنين الذين اضطر بعضهم ممن يعانون من آلام نفسية شديدة نتيجة جولات القتال السابقة، الى ترك مناطقهم إلى القدس.
ولفت هرئيل، إلى أن الوساطة المصرية لم تحقق أي تقدم، وأن ضباط المخابرات المصرية واجهوا صعوبات في انتزاع التزام حازم من حماس بوقف أنشطة الجهاد الإسلامي، ما زاد القلق لدى "إسرائيل" التي فضلت توجيه التهديدات للجانب الآخر.
ورجح استمرار حالة التأهب حتى مساء يوم غد السبت، مشيرًا إلى أن الجهاد يبدو لا زال مصرًا على التحرك، فيما سحبت حماس يدها من الموضوع، ولا تتوقع المخابرات المصرية أيضًا حلاً سريعًا في ظل سلسلة مطالب بعيدة المدى طرحها الجهاد الإسلامي".
وأشار إلى أن السيناريو المطروح حاليًا، احتمال قيام الجهاد الإسلامي بهجوم، فيما سترد "إسرائيل" عليه بعملية جوية، وقد تستمر هذه الجولة بضعة أيام والتي ستركز على الجهاد الإسلامي، على أمل إبقاء حماس خارج حدود الصراع، كما كان في عملية "الحزام الأسود" في نوفمبر/ تشرين ثاني 2019.
ويشير إلى أن هذه الأزمة المفاجئة مع قطاع غزة، يتم التعامل معها من قبل حكومة انتقالية، وفي ظل صراع سياسي بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، ووزير جيشه بيني غانتس، كما أنها تأتي في ظل أزمة الحدود البحرية مع لبنان وتهديدات حزب الله، وفي ظل وجود أمين عام الجهاد الإسلامي زياد النخالة في إيران والذي يمكن الافتراض أن مضيفيه راضون تمامًا عن الضغط المزدوج الذي تتعرض له "إسرائيل". كما يقول هرئيل.
واعتبر أن الجهاد الإسلامي يحاول من خلال تهديد واحد بالانتقام، أن يؤسس لمعادلة جديدة، معتبرًا أن ادعاء القيادة العليا لجيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها حققت انتصارًا كبيرًا في معركة "سيف القدس"، كشف حقيقة ضعفها، قائلًا: "إذا كانت المنظمات الفلسطينية ضعيفة للغاية ومرتدعة منذ القتال، فلماذا تجرؤ على التهديد؟، ولماذا تشعر إسرائيل بحاجة إلى هذه الإجراءات؟"، مشيرًا إلى أن سكان غلاف غزة لن يتحملوا كثيرًا الوضع الحالي، وسيكون هناك حاجة إلى طريقة للخروج قريبًا.