20.31°القدس
20.21°رام الله
19.42°الخليل
24.63°غزة
20.31° القدس
رام الله20.21°
الخليل19.42°
غزة24.63°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. فايز أبو شمالة

د. فايز أبو شمالة

هل الحرب على غزة معبرٌ للانتخابات الإسرائيلية؟

كلا، فالحروب الإسرائيلية لا يقررها رئيس الوزراء الإسرائيلي وحده، ولا تشن الحروب لإرضاء رئيس الوزراء، ولتحقيق طموحاته الشخصية، قرار الحرب والمواجهة والتصعيد في دولة الكيان الصهيوني تستوجب موافقة المستويات الأمنية الإسرائيلية؛ ممثلة برئيس مجلس الأمن القومي، ورئيس جهاز المخابرات العامة الشاباك، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ورئيس الأركان، ورئيس الاستخبارات العسكرية، وممثل لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إضافة إلى أعضاء المجلس الوزاري المصغر، كل هؤلاء هم أصحاب القرار في إعلان الحرب، وفي الإعلان عن وقف إطلاق النار، مع ضرورة إطلاع زعيم المعارضة على مثل قرارات مصيرية كهذه.

 

لقد تجاهل الكثير من المحللين السياسيين حقيقة هذه التشكيلة الأمنية التي تتحكم بقرار الحرب والتهدئة، وراحوا يلقون على ظهر الخلافات الحزبية، والانتخابات الإسرائيلية، كامل المسؤولية عن جولة الحرب الأخيرة على غزة، وكأن دخول الحرب هو الطريق الإجباري للفوز بالانتخابات، وهذا غير صحيح، لأن الحرب والعدوان والقتل والتدمير هو الأيديولوجية التي تقوم عليها الصهيونية، وهو السياسة العامة التي تتحكم بالقرار الإسرائيلي، وما دون ذلك، هو تبرئة للصهيونية من  جرائمها، وتنقية للتطرف الإسرائيلي من الأسس التي قامت عليها دولة الكيان الصهيوني.

 

تحميل المسؤولية في شن الحروب للأيديولوجيا الصهيونية، لا يعني التنكر الكامل لتأثير الانتخابات البرلمانية في إسرائيل على القرار السياسي، فالمصالح الحزبية موجودة في كل المجتمعات، والتنافس على كرسي الرئاسة قائم في كل زمان، والصراع على النفوذ يحرك القادة لممارسة كل أشكال الخدع الانتخابية، بما في ذلك إشغال المجتمعات بالعدو الخارجي، لشد أزرهم الداخلي، ولكن في الحالة الإسرائيلية، فإن الأصل في قرار الحرب يقوم على المصلحة العامة لدولة قامت على الحروب، وتمددت في المنطقة بحد السيف، وفرضت نفسها قوة إقليمية عظمى من خلال سفك الدماء، لذلك فالإستراتيجية الصهيونية تقوم على معاداة الشعب الفلسطيني، ومحاربة كل أشكال المقاومة التي يبديها للاحتلال، ولا مهادنة لدى الصهاينة في هذا الإطار، فالحرب على المقاومة الفلسطينية هي الأصل، وهذه الحرب معلنة منذ وطئت قدم أول صهيونية على هذه البلاد، وهذه الحرب معلنة ضد المقاومة الفلسطينية على أرض الضفة الغربية، وفي القدس، وعلى أرض غزة، بل وصل الصلف الإسرائيلي إلى حد إعلان الحرب على كل دولة ترفض الخضوع لمنطق الهيمنة الصهيونية.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن