"أنا والله قدمت بيتي فداءً للشهداء" بهذه الكلمات بدأ المواطن أشرف محمد القيسي (42 عاما) من مدينة رفح، قصة الإخلاص والوفاء لدماء جيرانه الشهداء، والذين علقت أرواحهم بين أنقاض المنازل بفعل قصف إسرائيلي استهدف عدة منازل في مخيم الشعوت.
القيسي مواطن فقير يبيع الحلوى على بسطة متنقلة، ويعيش في بيت متواضع في حي الشعوث وسط مدينة رفح، يعيل من بسطته عائلة مكونة من ثمانية أفراد، ويعاني من أوضاع اقتصادية صعبة جدا، ورغم كل هذه الظروف إلا أن ذلك لم يمنعه من المبادرة بهدم بيته المجاور لمنزل جيرانه، الذي نتج عنه؛ ثمانية شهداء، وعشرات الجرحى الذي بقوا لساعات تحت الركام، قبل أن تتمكن طواقم الإسعاف من إنقاذهم.
وبصوته الصامد المتعالي على الجراح يجيب أشرف على سؤال ما موقفك مما حدث، قال:"احنا صامدين صامدين صامدين لن نخاف من الاحتلال ولن نركع إلا لله"
وبهذه المقابلة البسيطة كبساطته، قرر المواطن القيسي أن يحفر اسمه في قائمة الأبطال الذين يضحون بأغلى ما يملكون من أجل فلسطين وشهدائها، وسط صمت دولي وغياب أي ردود وأفعال من العالم لوقف هذا العدوان.
يشار إلى أن المنطقة عبارة عن حي سكني مكتظ بالسكان المدنيين وضيق للغاية، ولذلك واجهت فرق الإنقاذ صعوبة في انتشال الشهداء من تحت الركام بعدما قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا مكون من ثلاثة طوابق يضم العشرات من النساء والأطفال، راح ضحيتها تسعة شهداء في مجزرة إرهابية لا مثيل لها.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي الذي طال شقق ومباني سكنية، وتجمعات للمواطنين، أسفر عن ارتقاء 45 شهيدًا في قطاع غزة، بينهم 16 طفلاً، و4 نساء، وإصابة 360 آخرين، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.