ينشغل علماء إسرائيليون بالبحث في معرفة الطرق العلمية التي يمكن أن تمكنهم من التعامل مع الاضطرابات والصدمات النفسية التي تصيب جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكشف باحثون من جامعتي "تل أبيب" و"حيفا" أمس الأربعاء، عن دراسة جديدة من شأنها أن "تساعد في تشخيص الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)"، وفق ما أورده موقع "I24" الإسرائيلي.
وذكر أن "العلماء قاموا بتحليل الظروف النفسية والاجتماعية والطبية لما يقرب من 200 من قدامى الجنود، الذين قاتلوا في حرب لبنان الأولى عام 1982".
وزعمت الدراسة الصادرة عن جامعة تل أبيب وقادتها البروفيسورة إيلانا جوزيس، أنها "اكتشفت وجود بكتيريا معينة في لعابهم، ما قد يشير إلى اضطراب ما بعد الصدمة".
وقالت جوزيس: "على حد علمنا، هذه أول مرة على الإطلاق يتم فيها رصد أثر جرثومي في اللعاب بين الجنود المحاربين المصابين باضطراب ما بعد الصدمة".
وأضافت: "فوجئنا باكتشاف أن حوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة لم يتم تشخيصهم مطلقا على أنهم مصابون فعلا بالصدمة، لذلك لم يتلقوا أي اعتراف من وزارة الأمن أو السلطات الرسمية بخصوص وضعهم الصحي".
وأفادت الدراسة التي كشفت عن قلق إسرائيلي بشأن الأمراض النفسية التي تصيب الجنود المشاركين في العمليات العسكرية، أن "العلماء اختبروا الجوانب النفسية المختلفة للجنود المحاربين، بما في ذلك النوم، واضطرابات الشهية، والشعور بالذنب، والأفكار الانتحارية، والدعم الاجتماعي والزوجي، والعدائية، والرضا عن الحياة، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل التركيبة السكانية، وعلم النفس المرضي، والرفاهية، والصحة، والتعليم".
وذكرت البروفيسورة، أن "تشخيص ما بعد الصدمة حتى الآن كان يعتمد فقط على المعايير النفسية والطب النفسي"، موضحة أنه "بفضل هذه الدراسة، قد يكون من الممكن، في المستقبل استخدام الخصائص الجزيئية والبيولوجية الموضوعية للتمييز بين المصابين بـ "PTSD"، مع مراعاة التأثيرات البيئية".
وأعرب القائمون على الدراسة، عن أملهم في أن "يساعد الاكتشاف الجديد والتوقيعات الجرثومية الموضحة في هذه الدراسة على تسهيل التشخيص للجنود المخضرمين بعد الصدمة حتى يتمكنوا من تلقي العلاج المناسب".
ويعلق الباحثون الآمال على أن "تؤدي هذه النتائج إلى اختراق يساعد في تطوير الأدوية ذات الصلة بالميكروبات لعلاج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة" التي تصيب الجنود المشاركين في العمليات العسكرية التي يخوضها جيش الاحتلال، وهو ما ظهر جليا عقب حروب الاحتلال في غزة ولبنان.