طالب صلاح البردويل، الناطق الإعلامي باسم كتلة التغيير والإصلاح بالمجلس التشريعي الفلسطيني، الحكومة البلغارية بتقديم اعتذار رسمي عن عملية "الترحيل الهمجية"، مؤكداً أن ما حدث من ترحيل لنواب الشعب الفلسطيني يعدّ "نقطة سوداء" في تاريخ الاتحاد الأوروبي الذي يدّعي الديمقراطية. وقال البردويل، في مؤتمر صحفي عقد بمعبر رفح جنوب قطاع غزة صباح السبت: "نطالب الحكومة البلغارية بالاعتذار، ونطالب الجهات الفلسطينية والعربية بإدانة هذا السلوك وبردة فعل حازمة، حتى يعلم الجميع أن الشعب الفلسطيني ليس لقمة سائغة". وكانت السلطات البلغارية رحّلت وفداً برلمانياً فلسطينياً يترأسه نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي إسماعيل الأشقر، والنائب صلاح البردويل الناطق الإعلامي باسمها، والنائب مشير المصري. وحمّل عضو الوفد البرلماني الفلسطيني المستوى السياسي البلغاري مسؤولية "الترحيل الهمجي" الذي لم يراعِ حصانة الدبلوماسية والتمثيل الفلسطيني. [title]تفاصيل الحادث[/title] وبيّن البردويل أن المجلس التشريعي الفلسطيني تلقى دعوة من مركز دراسات الشرق الأوسط ببلغاريا؛ لزيارة العاصمة صوفيا، للقيام بعدد من الزيارات واللقاءات، مشيراً إلى أن الوفد استقبل بشكل لائق في مطار صوفيا بعد حصوله على تأشيرة من السفارة البلغارية بالقاهرة "بعد دقائق من تقديم الطلب". وتابع: "بدأنا جدول الفعاليات المقررة لنا، والتقينا مع برلمانيين وقادة أحزاب بالبرلمان البرتغالي، ولقاءات مع أهم وسائل الإعلام، ومع طلبة جامعة صوفيا، ثم في اليوم الثاني فوجئنا بضغوطات إعلامية وأمنية على منظمي اللقاءات بالتوقف فوراً". وأوضح عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أن التهديدات كانت بإيعاز من "المخابرات البلغارية، ووزارة الخارجية البلغارية التي يرأسها نيكولاي ملادينوف وهو وزير صهيوني يهودي بلغاري". وأضاف: "عندما رأينا الضغوط هائلة جدا على المنظمين، قررنا تقديم موعد انتهاء زيارتنا ثلاثة أيام، لكننا فوجئنا قبل موعد مغادرتنا بـ12 ساعة بقوات من الأمن البلغاري تقتحم علينا أبواب الفندق وتطلب منا المغادرة فوراً وتم سحب جوازاتنا". [title]أوامر سياسية عليا[/title] وأشار البردويل إلى أنهم قدموا احتجاجاً للقوات الأمنية وأخبروهم أنهم برلمانيون يمثلون الشعب الفلسطيني ولديهم حصانة دبلوماسية لكن كان الجواب من قوات الأمن "أن هذه أوامر سياسية عليا"، مشدّداً على أن "المستوي السياسي البلغاري هو الذي يتحمل المسؤولية لأنه لم يراعِ حصانة الدبلوماسية والتمثيل الفلسطيني". وأكد أن عملية الترحيل التي تمت مخالفة لكل القوانين والأعراف الدبلوماسية لأنها "تمت لنواب تمتعوا بالحصانة ودخلوا من البوابة الرسمية للدولة ولم يدخلوا بشكل غير شرعي"، داعياً كل الجهات الفلسطينية المعنية باتخاذ موقف واضح مما حدث وعدم تغطية هذا الحدث والتغاضي عنه. وأردف: "النواب يمثلون الشعوب وليس الحركات والتنظيمات، والمجلس التشريعي الفلسطيني لا يوجد نقاش في شرعيته ونرفض ما حدث، ومن حقنا اتخاذ أي إجراءات ضد هذه الخطوة، ويكفينا أننا نكشف زيف هذا الاتحاد الأوروبي الخانع لـ"إسرائيل"". وأكد أن وضع حماس على قائمة الإرهاب "ظلم ودجل"، موضحاً أن "الإرهابي الوحيد هو "إسرائيل" التي تضرب الأطفال وتقتلهم وتحاصر الشعب الفلسطيني". وأشار البردويل إلى وجود "تناقض كبير جداً" بين المواقف العملية التي ينفذها الاتحاد الأوروبي والمواقف النظرية التي تتحدث عن الديمقراطية والحرية، مؤكداً أن "الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يهان بمثل هذه القرارات والإهانة ستوجه لمن يقوم بهذه الأعمال". وتابع: "نتعامل مع الاتحاد الأوروبي وفق الاحترام وليس إملاء الشروط، وما حدث هو نقطة سوداء لدولة من دول الاتحاد الأوربي". [title]محاولة لزيادة الانقسام الفلسطيني[/title] ونفى البردويل ما أشارت إليه وسائل الإعلام بأن عملية "الترحيل الهمجية" جاءت بناءً على اتصال تمّ بين وزير الخارجية البلغاري ووزير خارجية رام الله. وأضاف: "لا نعتقد أن هذا الاتصال هو السبب الرئيسي. هو يحاول الاستفادة من هذه التهمة لزيادة الانقسام الفلسطيني". وأوضح البردويل أنه التقى قبل يوم الحادث بالسفير الفلسطيني في بلغاريا أحمد المذبوح "ولم نشعر منه أن هناك احتجاجاً من السلطة أو أي أمر من هذا القبيل".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.