قال وكيل وزارة الصحة د. يوسف أبو الريش أن القطاع الصحي بحاجة الى دعم حقيقي يتواءم مع الاحتياجات الصحية لتعزيز الخدمة وتجاوز التحديات , جاء ذلك خلال فعاليات افتتاح معرض مجموعة العمل الصحي والتي تضم نحو 35 مؤسسة دولية ومحلية وأممية تقدم خدمات صحية للمواطنين لاستعراض الخدمات التي تقدمها والمشكلات التي تواجهها في العمل والذي أقيم داخل فندق المشتل غربي مدينة غزة بعنوان “العمل الجماعي من أجل صحة أفضل”.
وأضاف د. أبو الريش أنه “مهما كانت درجة التنسيق والتناغم في أفضل حالاته فهي وحدها غير قادرة على تلبية احتياجات القطاع الصحي، إن لم يكن هناك دعم حقيقي يتواءم مع احتياجات القطاع الصحي.
وأكد د. أبو الريش، في كلمة له خلال افتتاح المعرض، أن المنظومة الصحية استطاعت أن تبقى صامدة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها، محملًا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولي عما يتعرض له القطاع الصحي.
وفي ذات السياق، بين وكيل الوزارة، وجود تراجع كبير فيما تم تخصيصه من قبل الأمم المتحدة وفق خطتها للاستجابة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، والتي بلغت 510 مليون دولار كتدخل عاجل، مضيفًا: إن ما تم تحقيقه للقطاع الصحي لا يتجاوز 20% من احتياجاته، وأن حوالي 74% من المبلغ خصص لقطاع غزة.
وتابع: أن احتياجات القطاع الصحي كالتغذية والصحة يساوي نحو 50%، مردفًا: “لنا أن نتخيل كم هي الفجوة كبيرة جدًا عما تم إنجازه وما هو المطلوب”.
وذكر أن ما تم تخصيصه للعام 2020-2021، 18 مليون دولار لوزارة الصحة، فيما شهد العام الجاري تراجع كبير حيث تم تخصيص 6 مليون دولار، مردفًا: “وهذا ينسحب على جميع مقدمي الخدمات الصحية، الأمر الذي يضعنا أمام مراجعات حقيقية لإجراءاتنا التي نقوم بها”.
وأكد على أهمية التنسيق والتعاون بين كل الداعمين للقطاع الصحي، وتعظيم الاستفادة من الموارد المحدودة، لكن الحل يكمن في تعظيم احتياجات المرضى، مثمنًا دور كل من وقف إلى جانب وزارة الصحة وقدم لها الدعم أو المشاريع الخدماتية.
الى ذلك أكد ممثل منظمة الصحة العالمية د. ريتشارد بيبركورن ، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، تزيد من التحديات الملقاة على عاتق وزارة الصحة.
وقال بيبركورن، في كلمة له خلال افتتاح المعرض: إن أزمة كورونا، والاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، أوجدت احتياجات جديدة وبشكل أكبر من أجل تغطيتها.
وذكر أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا أثرت على دعم المانحين للأراضي الفلسطينية، داعيًا مجموعة العمل الصحي إلى التنسيق والتعاون فيما بينها بهدف توفير أكبر قدر ممكن من الدعم لوزارة الصحة في ظل اتساع الفجوة وكثرة التحديات التي تواجهها.
وتنقل الحضور بين زوايا المعرض مستمعين إلى معاناة المؤسسات الصحية العاملة في القطاع والخدمات التي تقدمها ومعاناتها ومشكلة نقص التمويل التي تواجهه والتي من شأنها أن تحد من عملهم.
من جهته، أوضح مدير عام التعاون الدولي في وزارة الصحة د.عبد اللطيف الحاج، أن الهدف من إقامة المعرض هو جمع مقدمي الخدمات الصحية الغير حكومية والمؤسسات الداعمة الدولية في القطاع، لعرض أنشطتها وخدماتها على مدار الفترات السابقة، والاستماع إلى معاناتها.
وبين د. الحاج وجود تراجع كبير في التمويل الصحي الدولي المقدمة للخدمات الصحية، مؤكدًا أن وزارة الصحة في القطاع، تواجه معاناة كبرى جراء تراجع الرصيد الدوائي إلى ما يزيد عن 75 % من مخازن وزارة الصحة، ونحو 26% من المستهلكات الطبية، إلى جانب التجهيزات وتعطل الأجهزة وعدم دخول جديدة أو قطع غيار الصيانة القديمة من قبل الاحتلال.
ووجه مدير التعاون الدولي، نداءً إلى المؤسسات الدولية لتكثيف وزيادة دعمها للقطاع الصحي سواء الحكومي والغير حكومي “لأنه يتحمل العبء الأكبر في التخفيف من معاناة المواطنين، مشددًا “لا ملاذ للمواطنين في غزة بسبب سوء أوضاعهم الاقتصادية إلا تلقى الخدمات المجانية التي تقدمها وزارة الصحة أو المؤسسات الدولة العاملة في القطاع”.