تحدثت شابة فلسطينية عن واقع شديد الصعوبة تعيشه، بعد أن وضعت مولودها الأول في ظل غياب زوجها المعتقل السياسي لدى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وتواصل السلطة اعتقال الأسير المحرر أحمد نوح هريش، منذ تاريخ 6 حزيران/ يونيو 2022، لدى جهاز المخابرات في سجن أريحا، على خلفية ما عرف بقضية "منجرة بيتونيا".
والمعتقل هريش واحد من عدد من الفلسطينيين الذين اعتقلتهم السلطة، على خلفية انفجار وقع في منجرة بمدينة بيتونيا ويجري التحقيق معهم بأسباب الانفجار.
وأوضحت فاطمة زلوم (23 عاما)، وهي زوجة المعتقل هريش، أنها عاشت لحظات صعبة، قبل وبعد ولادتها لطفلها البكر، مؤكدة أنها في تلك اللحظات كانت أحوج ما تكون لزوجها بجوارها، رغم الدعم الكبير الذي تتلقاه ممن حولها.
وذكرت أن اعتقال أجهزة السلطة جاء في الوقت الذي كانت تجري فيه مع زوجها بالتحضير وعمل التجهيزات اللازمة استعدادا لقدوم المولود الجديد، والذي اتفقا على تسميته "كرم".
وأشارت زلوم، إلى أن طريقة اعتقال زوجها من قبل عناصر مخابرات السلطة، كانت "مشهدا مروعا جدا"، منوهة إلى الحالة الصعبة التي تعيشها نتيجة انقطاع الاتصال معه منذ اعتقاله.
وتشكو من أنها فقدت دعم زوجها، النفسي والمادي، قبل وبعد الولادة، قائلة: "نحن لم نتخيل أن الأمور ستصل إلى هذه الدرجة، وأن يأتي اليوم الذي أضع مولودي فيه وأحمد ليس بجواري".
وأعربت عن أملها الكبير في أن يتم إطلاق سراح زوجها من سجن أريحا، بعد أن وضعت مولودها الأول.
وطالبت كافة الجهات الحقوقية المهتمة بهذا الشأن، بالتدخل العاجل من أجل الإفراج عن زوجها أحمد هريش من سجون السلطة بالضفة الغربية المحتلة، وكذلك الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين لدى أجهزة السلطة.
من جانبها قالت مجموعة "محامون من أجل العدالة" في بيان لها، إن المعتقل هريش الموجود في زنازين سجن أريحا، أكد أمام محكمة الصلح في أريحا أنه تعرض للتعذيب والشبح مع تغطية الوجه، كما أنه تم ضربه بأدوات تعذيب مختلفة.
وذكر هريش، أن تعذيبه مستمر من أجل دفعه للقبول "بتهم جنائية خطيرة جدا تنال من سمعته ووطنيته".
وطالبت المجموعة، بـ"إطلاق سراح هريش بشكل عاجل، علما بأن ظروف احتجازه مخالفة لكافة ضمانات المحاكمة العادلة"، مشددة على وجوب "فتح تحقيق جاد بادعاءات التعذيب، والمطالبة بملاحقة شكوى التعذيب وفق الأصول القانونية".