رغم مرور ثلاثة وخمسين عاما على إحراق المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفيين؛ إلا أن جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الأقصى والقدس تتزايد وتتواصل، ومازال المسجد الأقصى يمثل هدفا مباشرا لجرائم الاحتلال وبشكل يومي على مدار الساعة؛ حيث يقوم قطعان المستوطنين الصهاينة يوميا بتنفيذ اقتحامات لباحات المسجد الأقصى المبارك، ويقومون بتأدية (الصلوات) التلمودية في باحاته الشريفة؛ ومازلت مشاريع تهويد المسجد الأقصى متواصلة، حيث تتواصل الحفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى من أجل هدمه وبناء الهيكل المزعوم.
و يشدد كاتب المقال في هذ الذكرى الأليمة على أن اليهود الصهاينة المحتلين لم ولن يكن لهم أثر، وأي شي يدل عليهم في القدس والمسجد لأقصى المبارك وفلسطين كلها؛ لذلك فإن الصهاينة يسعون عبر خبراء التاريخ والآثار الصهاينة لتزوير التاريخ ودس الافتراءات وطمس معالم وهوية وآثار المسجد الأقصى الإسلامية العربية منذ آلاف السنين؛ وإن الكتابات والهلوسات العبرية التي يصورنها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى أو على جدران حائط البراق الإسلامي؛ ما هي إلا كذب كبير وافتراءات على التاريخ الإسلامي والتاريخ العالمي؛ حتى حائط البراق الإسلامي لا توجد لهم أي أثرة فيه_ هذا الحائط الذي عرج من عنده رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى في رحلة الإسراء والمعراج الكبرى، وهو أكبر شاهد على إسلامية المسجد الأقصى المبارك..
إن الحرائق في المسجد الأقصى متواصلة منذ التاريخ الأليم في 21 آب/ أغسطس 1969م، والنيران المشتعلة في الأقصى تتواصل عبر الاقتحامات اليومية، وقتل وترويع الآمنين في المسجد الأقصى المبارك، واستمرار مشاريع الحفريات والتهويد والاستيطان، ومصادرة أملاك المقدسين، والسجن والإبعاد بحق أهلنا في القدس والمرابطين فيها، وفرض الضرائب الهائلة، وهدم منازل المقدسين، وتهويد الأحياء المقدسية التاريخية، وتزايد الاعتداءات والجرائم اليومية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.
تمر علينا الذكرى الثالثة والخمسين لإحراق المسجد الأقصى وسط تعرض المدينة المقدسة لهجمة شرسة في ظل صمت عالمي كبير إزاء الجرائم الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك حيث تتعرض المدينة المقدسة لهجمة صهيونية شرسة تستهدف الإنسان والمقدسات والتاريخ والحضارة وتستهدف كل معلم عربي وإسلامي في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
ويؤكد كاتب المقال في هذه الذكرى على أن المسجد الأقصى المبارك والمقدس، يتعرضون لخطر الإبادة والتهويد على أيدي الصهاينة والامريكان، وذلك بهدف فرض السيطرة الصهيونية اليهودية على الأقصى، وتقسيمه تمهيداً لإقامة ما يسمى بهيكله المزعوم على أنقاضه؛ إضافة لمواصلة السماح للمستوطنين الصهاينة إقامة (صلواتهم) وتأدية طقوسهم بهدف تثبيت تواجدهم في ساحات الأقصى من أجل فرض سياسات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
ويوجه الكاتب رسالة إلى المسلمين والمؤمنين في شتى بقاع الأرض ألا ينسوا المسجد الأقصى المبارك والقدس، وأن يربوا أبناؤهم والأجيال القادمة على الدفاع عن مسرى النبي صلى عليه وسلم وعلى حب الأقصى وعلى حب أرض فلسطين المباركة، وضرورة تكثيف الدعوات لأهل القدس والمرابطين فيه، بأن يفرج الله عنهم وينصرهم على الصهاينة المحتلين، ويحرر المسجد الأقصى من دنسهم وطغيانهم ...
إلى الملتقى ،،