أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن تأجيل خطة للسماح برحلات جوية للفلسطينيين، من مطار رامون أقصى جنوب الأراضي المحتلة إلى موعد غير محدد بشكل مفاجئ، قبل يوم من موعد الرحلة الأولى.
وقال المتحدث باسم هيئة المطارات الإسرائيلية عوفر ليفلر، في بيان؛ إن الرحلات الجوية الخاصة بالفلسطينيين من سكان الضفة الغربية عبر مطار رامون "تم تأجيلها"، مضيفا أنه "لم يتحدد موعد جديد بعد"، دون توضيح أسباب تأجيل الخطة، وسط تضارب الأنباء حولها.
وتابع ليفلر: "عندما يتم تأكيد موعد جديد لانطلاق الرحلات، سيتم إعلام وسائل الإعلام والجمهور".
وكانت هيئة المطارات الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق من شهر آب/ أغسطس، أن مطار رامون في صحراء النقب بالقرب من منتجع مستوطنة إيلات، سيبدأ في السماح برحلات للمسافرين الفلسطينيين من الضفة الغربية عبر شركات الطيران التركية إلى إسطنبول وأنطاليا، اعتبارا من الثاني والعشرين من الشهر الجاري، في وقت رفضت فيه السلطة الفلسطينية علنا الخطة الإسرائيلية.
وحذر وزير النقل والمواصلات في السلطة الفلسطينية عاصم سالم، الثلاثاء الماضي، بفرض عقوبات على أي فلسطيني يستخدم مطار رامون الدولي في حال تم تشغيله.
وقال سالم في تصريح صحفي؛ إن الحكومة الفلسطينية تبحث فرض إجراءات وعقوبات على من يستخدمون المطار من الفلسطينيين في حال تم تشغيله للمسافرين الفلسطينيين، مشددا على رفض الجانب الفلسطيني السماح للفلسطينيين بالسفر عبره.
وفي تصريح سابق، شدد المتحدث باسم وزارة النقل والمواصلات في رام الله، موسى رحال، على أن "السفر عبر هذا المطار يمس بالسيادة الفلسطينية، وموقف السلطة الرسمي واضح في هذا الجانب، وهو منع السفر عبر هذا المطار وعدم استخدامه".
وذكر أن "الاحتلال يخادع الفلسطينيين، ولن تكون هناك تسهيلات كما يظن البعض، بل على العكس، هو وسيلة تعذيب أخرى تضاف لما يرتكبه الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأوضح رحال، أن "سلطات الاحتلال التي تتحكم في إدارة معبر الكرامة مع الأردن، تعمل على إعاقة سفر الفلسطينيين عبر المعبر المذكور، لدفعهم للسفر عبر مطار "رامون" البعيد، الذي فشل الاحتلال في تشغيله، ويريد أن يستفيد منه اقتصاديا عبر سفر الفلسطينيين".
وأكد أن "دافع الاحتلال في هذا الشأن، هو المس بالسيادة الفلسطينية"، منوها إلى أن "الفلسطيني الذي يختار أن يسافر عبر هذا المطار، سيخوض تجربة مريرة لن يكررها، لكن أبناء شعبنا على قدر كاف من الوعي بالالتزام بعدم السفر عبر المطار الإسرائيلي، وبما يصدر عن المستوى السياسي الفلسطيني".
وحاليا، يسافر الفلسطينيون من الضفة الغربية إلى الأردن عبر طريق جسر اللنبي، ومن ثم إلى الخارج.
وكان من المفترض أن يعمل مطار رامون كبديل لمطار إيلات المغلق، وأيضا ليكون بمنزلة مطار دولي يخدم سكان الجنوب، ويخفف إلى حد ما العبء عن مطار بن غوريون، ومع ذلك ظل المطار الجنوبي مهجورا خلال معظم فترة انتشار مرض فيروس كورونا.
وتم افتتاح مطار رامون الدولي الواقع بالقرب من مستوطنة إيلات الواقعة على البحر الأحمر في أقصى جنوبي الأراضي المحتلة في كانون الثاني/ يناير 2019. وهو يعاني من انخفاض في عدد الركاب منذ انتشار كورونا.