تزامناً مع ذكرى ميلاد الملك المغربي الذي يصادف يوم، 21 أغسطس/آب من كل عام، قالت صحيفة “الكونفيدنسيال” الإسبانية: إن محمد السادس احتفل بعيد ميلاده التاسع والخمسين، في وقت لا تمرُّ فيه صحته بأفضل مراحلها.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: إنّ محمد السادس لم يرغب في الاحتفال بذكرى توليه العرش في يونيو/حزيران الماضي، كما في السنوات السابقة، لافتة إلى أنه على الرغم من أن ذلك يُعزى إلى زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، إلا أن الحقيقة هي أن الحالة الصحية الدقيقة التي أظهرها في السنوات الأخيرة كانت هي السبب.
وبحسب الصحيفة دائماً ما يكرس “محمد السادس” نفسه لعمله، وبدون الرغبة في شرحِ أكثر مما هو ضروري تماماً حتى لا يقلق شعبه، مع مواصلته الوفاء بالتزاماته أثناء تدريب ابنه ولي العهد “مولاي الحسن”، حتى يكون يوماً ما هو المسؤول عن استبداله، مشيرةً إلى أن هذا التدريب يتطلب انضباطاً كبيراً، وهذا مشابه لما كان عليه في أيامه، حيث يقوم بتدريبه كمحترف ورجل.
وقالت الصحيفة: إن محمد السادس تولّى العرش بعد وفاة والده عام 1999، وكان الثاني بين أبنائه، والأول بين الأولاد، وأجرى تغييراً هادئاً ومخططاً للسلطة، وفقًا للقواعد والبروتوكولات المنصوص عليها، ووصل إلى منصبه بموهبة اللغات.
وأوضحت أنه يتحدث الإسبانية، تماماً مثل إخوته، بفضل المربية التي علمتهم إياها عندما كانوا أطفالاً، ومع ذلك، فهي ليست اللغة الوحيدة التي يهيمن عليها، حيث يمكنه أيضاً إجراء محادثات بطلاقة، باللغات الإنجليزية والفرنسية وبالطبع العربية.
خلفية محمد السادس الأكاديمية
ونوّهت الصحيفة إلى خلفية محمد السادس الأكاديمية، مؤكّدةً أنها جديرة بالملاحظة أيضاً، حيث إنه في عام 1985 تخرج في القانون ثم في العلوم السياسية، وفي عام 1993 حصل على الدكتوراه من جامعة نيس، لافتةً إلى أنه شاب منطوٍ على نفسه، لا تُعرَف تفاصيل كثيرة عن طفولته وشبابه؛ لأن والديه أراداه بهذه الطريقة، محاولين إبعاده عن الحياة العامة وحمايته من الأخطار التي قد تنتظره، إلا أنه مع تقدّمه في السن ونضجه، زادت المسؤوليات التي حصل عليها، خاصة نيابة عن والده أمام رؤساء الدول.
عائلة محمد السادس
في سن (38) عام 2002، تزوّج الشابة “سلمى بناني”، 24 عاماً، في احتفال كبير استمر ثلاثة أيام، حيث يمثل هذا الرابط تغييراً كبيراً في التقاليد التي تمّ الحفاظ عليها حتى الآن، حيث لا يمكن فقط تصوير العروس قبل اليوم الكبير (لم يكن وجود زوجة الملك السابق معروفاً حتى ولادة ابنتها الأولى)، حيث حصلت “للا سلمى” -كما اشتهرت بعد الزواج- على لقب “سمو الأميرة”.
وتابعت الصحيفة أنهما أنجبا طفلين هما: ولي العهد “الأمير مولاي حسن”، الذي ولد بعد عام من الزفاف، والأميرة “للا خديجة”، التي رحبوا بها في عام 2007، لافتةً إلى أنّه زواج بدا أبدياً عندما تمّ ختمه، لكنه انتهى في عام 2018، حيث تمّ الإعلان عن الأخبار في اليوم الذي كان من المفترض أن يحتفلوا فيه بالذكرى السنوية السادسة عشرة لزواجهما، وبعد أسابيع قليلة من خضوع الملك لعملية جراحية في القلب، حيث أثار غياب زوجته في الصور المشتركة كل الإنذارات حول أزمة زوجية محتمَلة، ثبتت صحتها بمرور الوقت.
مشاكل صحية
نوّهت الصحيفة في تقريرها إلى أن هناك العديد من المشاكل الصحية، التي تعرّض لها الملك لبعض الوقت، مشيرةً إلى أن تلك المتعلقة بالقلب تثير قلقاً خاصاً، حيث خضع لعملية جراحية مرتين؛ بسبب عدم انتظام ضربات القلب، وتعبه واضح في العديد من ظهوراته العلنية، مع صعوبات في التنفس، كما أنه يعاني من مرض الانسداد الرئوي المزمن.
ونوّهت الصحيفة إلى أنه اضطر إلى الخضوع لعملية جراحية لورم حميد في عين واحدة، كما حدث مع أفراد العائلة المالكة الآخرين، فقد ثبتت إصابته أيضاً بفيروس كورونا.
وبحسب الصحيفة، فقد كانت صحته تقلق وسائل الإعلام المحلية لفترة طويلة، حيث اضطر في أكثر من مناسبة إلى إلغاء خططه ومواعيده الدولية لهذا السبب، معتبرةً أن هذا موقف معقّدٌ من شأنه أن يترك ابنه على العرش في سن مبكرة جدًا، ومع وجود جزء من تدريبه ما زال معلقاً، وهو أمر أرادوا الإسراع فيه، في حالة الضرورة، وأنه يتعين عليه سدٌّ فجوة غياب والده في بعض المسؤوليات والمناسبات.
تغيير الأجيال
قالت الصحيفة: إن ولي العهد الذي يبلغ من العمر 19 عاماً فقط، لا يدخل في خطط أي شخص ليحلَّ محلَّ والده في الوقت الحالي، خاصةً بسبب علاقته الوثيقة بوالدته، والتأثير الكبير الذي تمارسه عليه، حيث إنه ما يزال في التدريب، ويدرس الحوكمة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية في جامعة خاصة، وهي “جامعة محمد السادس” متعددة التقنيات، موضحةً أنه بالإضافة إلى اللغة العربية الفصحى التي كتب فيها القرآن، تعلّم أيضاً الفرنسية والإنجليزية والإسبانية.
ولي العهد المغرب
وحرص والده منذ أن كان طفلاً على تعلّم طريق الملك، وفي سن الثامنة قطع شريطَ افتتاح حديقة الحيوانات الجديدة في الرباط، كما طلب منه محمد السادس في عدة مناسبات أن يكون ممثّلاً له، وعندما كان الشاب يبلغ من العمر 14 عاماً، أصرّ والده على الجلوس إلى الطاولة خلال قمة المناخ العالمية في باريس.
واختتمت الصحيفة تقريره بالقول: إن الملك محمد السادس يبذل جهوداً شاقةً؛ لترك وريثه في أفضل حالة ممكنة، رغم أنه في الوقت الحالي لا ينوي التخلي عن العرش