أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن عملية الاعتقالات التي تمارسها دولة الاحتلال (إسرائيل) في الضفة الغربية تكشف تخبط الاحتلال وفشل منظومته الأمنية في مواجهة انتفاضة شعبنا المتصاعدة ضد عدوانه وإرهابه المتواصل.
هل حقًّا تعيش دولة الاحتلال حالة من التخبط أم أنه مجرد وصف عابر لا علاقة له بالواقع؟ من يتابع الإعلام الإسرائيلي فضلًا عن ممارسات الاحتلال وتصريحات قادته اليومية يدرك انه بالفعل يعيش حالة من التخبط.
صحيفة هآرتس العبرية نشرت تقريرًا للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل يؤكد بكل وضوح أن دولة الاحتلال فقدت السيطرة في الضفة الغربية ولم يعد بوسعها وضع حل للعمليات المتصاعدة فيها، أي أنها تتخبط، الخبير الإسرائيلي يقول إن الضفة تشتعل على نار هادئة و(إسرائيل) تستعد لليوم التالي لرحيل رئيس السلطة، وفي التقرير ذاته يقول عاموس هرئيل إن السلطة ضعيفة وهناك أراضٍ لم تعد تحت سيطرتها كما هو مخيم جنين، وأن رئيس السلطة أصابته الشيخوخة، وهذا يعني أن مخاوف (إسرائيل) من فقدان السيطرة تحقق حتى قبل رحيل رئيس السلطة محمود عباس.
في تقريره يقول عاموس هرئيل إن حماس سجلت نقاطًا ضد السلطة بعد تنفيذ "عمليات كبرى" كما حدث في بئر السبع و(تل أبيب) والخضيرة و"بني براك" و"العاد" و"أرئيل" دون أن تتمكن السلطة من تنفيذ مطالب (إسرائيل)، ما اضطر جيش الاحتلال على اتخاذ خطوات وتم البدء في عمليات اعتقال واسعة، ولكنه في التقرير ذاته يقول إن عمليات الجيش أدت إلى تصاعد العمليات وتعزيز موقف حركات المقاومة، وهذا يعني أن إجراءات الاحتلال أدت إلى نتائج معكوسة، وكلما زاد بطشه ضد الفلسطينيين زادت انتفاضة شعبنا اشتعالًا في الضفة الغربية وقد تلحق بها المناطق المحتلة عام 48 وكذلك قطاع غزة، ويختتم تقريره الذي استعرض فيه مجمل أشكال نضالات شعبنا ضد الاحتلال وتطور المقاومة ونقاط ضعف السلطة بقوله: كل هذه البيانات لا تبشر بخير.
مما سبق ندرك أن الاحتلال ليس لديه الكثير من الخيارات أمام إصرار شعبنا الفلسطيني، فإما أن يستمر في حالة التخبط ويذهب باتجاه المواجهة الكاملة مع الشعب الفلسطيني ثم يضطر إلى حل سياسي يمليه عليه شعبنا وفصائله بعد دفع أثمان غالية، وإما يختصر المسافات والخسائر ويقبل بما يريده الشعب الفلسطيني من حلول مؤقتة دون اعتراف متبادل ودون تنازل فلسطيني عن أي من حقوقه التاريخية.