أطلقت طائرات من طراز "ميغ-29 " الأوكرانية للمرة الأولى، الثلاثاء، صواريخ "هارم" الأميركية المضادة للإشعاع على المواقع الروسية في أوكرانيا.
آخر التطورات: نشر سلاح الجو الأوكراني على حسابه في "تويتر" مقطع فيديو كشف طائرات مقاتلة سوفياتية من طراز "ميغ- 29" من اللواء الجوي 204 الموجود في قاعدة "كولبالينكو" بمدينة ميكولايف، جنوب أوكرانيا، وهي تطلق دفعة من تلك الصواريخ تجاه تمركزات للجيش الروسي.
وبحسب ما أظهر مقطع الفيديو، فإن صاروخين مضادين للإشعاع "هارم" القاتلين للرادار، تم إطلاقهما من طائرات مقاتلة من طراز MiG-29 Fulcrum، التي تعود للحقبة السوفياتية.
في 19 أغسطس، أكد البنتاغون الأميركي رسميا إرسال صواريخ "إيه جي إم 88"، عالي السرعة والمعروف باسم "هارم"، إلى أوكرانيا وأنه تم دمجها في طائرات MiG-29 التابعة لسلاح الجو الأوكراني.
الدليل الأول على استخدامه تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي قبل تأكيدات كولين كال، وكيل وزارة الدفاع الأميركية، تسليم صواريخ غير مضادة للإشعاع للجيش الأوكراني.
وسائل إعلام روسية قالت، الشهر الماضي، إن الجنود الروس عثروا على حطام هذا الصاروخ الأميركي الصنع في موقعهم في أعقاب هجوم صاروخي أوكراني.
تم دمج تلك الصواريخ في الطائرات الأوكرانية من طراز "ميغ –29" بمساعدة أميركية، وفقا لموقع "ناشونال إنترست" الأميركي.
قدرات فائقة
الصاروخ تنتجه شركة "رايثيون"، ويتميز بمداه البعيد، حيث يمكن استخدامه لاستهداف أنظمة الرادار الروسية المضادة للطائرات مثل "إس 400".
يُعرف "إيه جي إم 88"، بأنه صاروخ استشعار تكتيكي جو - أرض مصمم للبحث عن أنظمة الدفاع الجوي المجهزة بالرادار وتدميرها.
يبلغ طول الصاروخ 13 قدما (نحو 4 أمتار)، وقطره 25.4 سم، ووزنه عند الإطلاق 360 كلغ.
تقوم آلية تشغيله عن طريق تحديد إشارات رادار العدو، وتتبع أشعة الرادار الخاصة بهم بسرعة تقارب 2300 كيلومتر في الساعة.
يحتوي على نظام التوجيه النسبي الذي يركز على انبعاثات رادار العدو.
به محرك صاروخي عديم الدخان يعمل بالوقود الصلب بالإضافة لمزدوج دفع للصاروخ.
يتم الآن تزويد مقاتلات "ميغ-29"، التي تملكها أوكرانيا من العهد السوفيتي، بأسلحة غربية متطورة مثل صواريخ فائقة السرعة مضادة للإشعاع "هارم" المصممة، حسب ما ذكر موقع "ناشونال إنترست" الأميركي.
"القدرة المتزايدة على ملاحقة وتدمير الدفاعات الجوية الروسية، تفترض أن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين "لا يستبعدون" احتمال تحقيق التفوق الجوي على روسيا، رغم الفارق في عدد المقاتلات التي تملكها الدولتان"، وفقا للموقع الأميركي.
"من العوامل الأساسية التي تقف خلف الفاعلية الحالية للدفاعات الجوية الأوكرانية، هو تزويدها بأنظمة الصواريخ الأميركية أرض-جو المتطورة "ناسامز" و"هارم".
ومعلقا لموقع "سكاي نيوز عربية"، يقول الباحث العسكري مينا عادل، إن "واشنطن سلمت مؤخرا سلاح الجو الأوكراني الشحنة الثانية من صواريخ "هارم" المضادة للردارات ليتم استخدامها بمعركة استعادة مدينة خيرسون بالجنوب الأوكراني من قبضة الروس، لافتا إلى أنها "صواريخ حيوية قد تفسح المجال لقاذفات سلاح الجو الأوكراني وطائراته المّسيرة لتدعيم وتغطية الجهود الهجومية التي تنفذها القوات البرية الأوكرانية خلال الأيام الماضية في محاولة لإحراز تقدم في جبهة الجنوب".
وعن كيفية دمج تلك الصواريخ بمقاتلات "ميغ-29"، يضيف: "تم بمساعدة أميركية حيث يعمل الصاروخ عن طريق نمط البرمجة الأرضية خلال طيرانه في مسارات تم تحديدها مسبقا بناء علي معلومات من وسائل الاستطلاع الإلكتروني للجيش الأوكراني وطائرات الاستطلاع التابعة لحلف الناتو، إذ يقوم الصاروخ بالطيران في هذا المسار للانقضاض على أي ردار نشط ومهاجمته".
ويردف مينا عادل: "هذا التكتيك يستنزف مخزون الجيش الأوكراني بسرعة لأن كلفة استخدام هذا الصاورخ باهظة، لكن استخدام طائرات "ميغ- 29" في تلك المهمة وبخاصة الهجوم الأرضي يوضح الوضع المزري والضغط الشديد على الطائرات القاذفة والمسيرات الأوكرانية التي تعاني خسائر شديدة بسبب قوة الدفاعات الجوية الروسية".