27.21°القدس
26.98°رام الله
26.08°الخليل
27.54°غزة
27.21° القدس
رام الله26.98°
الخليل26.08°
غزة27.54°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: اللعن.. ضجيج العاجزين!!

من يتأمل واقع الناس اليوم يهوله ويزعجه ما يسمع من كثرة اللعن والسب، فكل شيء يلعن في دنيا الناس اليوم، فالناس تلعن وتشتم الأب والأم والحزب والقائد والشيطان والزمن والوضع و..إلخ. والتجربة تدل على أن الماهرين في ميادين السب واللعن والغمز واللمز، هم أكثر الناس عجزًا في ميادين العطاء والبناء كما يقول الشيخ الغزالي، وكأن اللعن هو وسيلة العاجزين المُثلى في التعبير عن الغضب والرفض. والشتم فضلًا عن أنه منهي عنه شرعًا، فإنه يدل على مجموعة من الأمور، منها: 1- إن كثرة اللعن تعبر عن يأس من إصلاح الملعون، وهذا مخالف لنهج العظماء والمصلحين، فالمصلح يبقى متفائلًا لآخر لحظة، وقد طلب أحد الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على قبيلة من القبائل، فدعا سيدنا رسول الله لتلك القبيلة بالهداية ولم يدع عليها بالهلاك. 2- إنك عندما تكثر من لعن شخص أو شتمه فإنك توحي له بأنك قد حكمت عليه بالخسران المبين، مما يدفعه لعدم التفكير في تحسين وضعه أو تغيير حاله، فضلًا عن أنه سيكره شاتمه. 3- إن في السب تضييعًا للأوقات والجهود، واللّعان يشغل نفسه بما لا يعود بالنفع عليه وعلى أمته، لذا نهى النبي عليه السلام عن سب أمور كثيرة، منها الدهر، والديك، والدواب، والأموات. 4- إن في السب والشتم جرحًا للمشاعر، وإحياء للخصومات، وتفريقًا للجماعات، حتى لو كان من وقع عليه السب يستحق ذلك أو قد فارق الحياة، فقد قال عليه السلام: " لا تسبوا الموتى، فإنهم أفضوا إلى ما قدموا"، فسب الميت يؤذي الحي ولا يفيد بشيء. 5- إن المسلم مطالب أن يتأقلم مع سنن الكون، ويسخرها لصالحه، لا أن يصادمها فإنها ستقهره وتغلبه، فالريح مثلًا أجراها الله عز وجل في هذا الكون بأمره وسخرها لمنفعة عباده، فلا يجوز للإنسان أن يلعنها، لذا جاء في الحديث: "لا تسبوا الريح فإنها مأمورة". 6- إن العتاة والمستكبرين والطغاة إذا رأوا المقهورين يكثرون من سبهم، فإنهم يتيهون كبرًا وغرورًا بأنهم قد حققوا مرادهم، لذلك نهى النبي عليه السلام عن سب الشيطان، فقال لأحد الصحابة: "لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي –أي بقوتي صرعته وغلبته- ولكن قل: بسم الله، فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب". فما أجمل أن ينتقي المرء أطايب الكلام، ويبتعد عن اللعن والشتم والسباب، وبذلك يسلم دينه ويحترم مشاعر غيره!!