خبر: زيارة أهالي الأسرى... لقاء مغموس بالذل والإهانة
19 فبراير 2013 . الساعة 05:24 ص بتوقيت القدس
يشتكي أهالي الأسرى الفلسطينيين من المعاناة واللامبالاة من الاحتلال الإسرائيلي خلال زياراتهم لأبنائهم داخل السجون، حيث يمارس هناك التضييق والحجز، والتأخير والإهانة والإساءة لكثير منهم. وفي كل زيارة للسجون الإسرائيلية، التي تحتجز آلاف الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، تمارس "إسرائيل" تمردها ضد الأهالي، في محاولة منها للضغط عليهم وعلى الأسرى والتضييق عليهم. إحدى أهم المشاكل، الاكتظاظ والازدحام على الطريق، ومن أهمها الوقوف والانتظار على حواجزه العسكرية القريبة من المدن الفلسطينية عام48، والذي يمتلئ فجراً بالعمال الذاهبين لعملهم، إضافة لأهالي الأسرى الذين ينوون زيارة أبنائهم، ما يخلق أزمة كبيرة. وعلى سبيل المثال "معبر الطيبة"، الذي يحتوي على ثلاثة مداخل تسمح بالمرور، إلا أن جنود الاحتلال يغلقون اثنين ويبقون واحداً يسمح بمرور العمال وأهالي الأسرى، ما يضطرهم للوقوف ساعات حتى يسمح لهم باجتيازه. والدة الأسير عبد الرحمن اشتية، من قرية سالم شرق نابلس، الذي يقبع في سجن "شطة" تعاني من آلام في أرجلها، تنتظر ساعات وهي تقف على معبر الطيبة، دون أدنى مراعاة لوضعها الصحي. وتضيف: "الوضع داخل السجن سيئ للغاية، فلا مكان للجلوس، ما يضطر أهالي الأسرى للجلوس على الأرض، كما أن هناك غرفة بداخلها حمام، وتحتوي الغرفة على بعض المكعبات الإسمنتية للجلوس عليها، لكنها غير مريحة أبداً". [title]مرافق عامة[/title] مشكلة أخرى وهي عدم وجود مرافق عامة، من حمامات التي وإن وجدت فإنها غير نظيفة، كما لا يوجد مرافق للشرب هناك، والأهالي يحضرون أكلهم ومشربهم معهم، حتى لا يضطروا للطلب من الجنود. كما يعاني أهالي الأسرى من مشكلة الانتظار طويلاً لحين الدخول لرؤية أبنائهم داخل المعتقل، فجنود الاحتلال يجمعون الأهالي في كل سجن، الذين يجاوز عددهم مئة فرد، في الساحة الخارجية، ويدخلونهم على شكل مجموعات، بعد أخذ تصاريح الزيارة منهم، ومن الأهالي من يزور وينهي زيارته مبكراً، ومنهم من تتأخر زيارته فيبقى للمساء ويغادر السجن ليصل بيته في منتصف الليل في كثير من المرات. [title]تفتيش مهين[/title] أما الأمر الأكثر إزعاجاً وإهانة، هو التفتيش والدخول في غرف خاصة، لا سيما دخول النساء لتلك الغرف، اللواتي يشتكين من التفتيش المهين والمذل عند كل زيارة، والحجز فترات طويلة بسبب ذلك التفتيش، والدخول في غرف تحتوي على الأشعة المضرة. فأم بكر بلال الستينية، وهي والدة الأسرى الثلاثة معاذ وعثمان وبكر بلال من مدينة نابلس، تقول: "إن التفتيش الذي يقوم به جنود الاحتلال مهين للغاية، ولا يراعون فيه عجوز أو امرأة أو حتى طفلة، فالكل سيدخل غرفة التفتيش وسيخضع للآلة التي تكشف ما يحمل". ومن المشاكل التي تتكرر مراراً، قيام الجنود الإسرائيليين بتمزيق تصريح الزيارة لأحد الزائرين بحجج واهية ويقوم بإرجاعه، إما عن الحاجز، وإما بعد أن يصل السجن، ويجتاز مسافة طويلة، مما ينعكس سلباً على من جاء لرؤية ابنه أو ابنته، أو لأطفال يريدون رؤية والدهم داخل الأسر. وما إن يحين موعد اللقاء ويخفق القلب فرحاً برؤية الأحباب، حتى يصطدم الأهالي بعقبات أخرى حتى في الـ45 دقيقة التي يحادثون فيها أبناءهم من وراء الزجاج المدعم بالقيود الحديدية، ومن تلك المشاكل: تأخر الجنود في بعض الأحيان في إحضار الأسرى لغرفة الزيارة، ما يهدر الوقت , وتلاعب جنود الاحتلال بالهاتف الذي يتحدث الأسير فيه مع ذويه، فيحدثون إما تشويشاً وإما خفضاً للصوت، فيتعذر سماع الاثنين لبعضهما البعض، في محاولة لإثارة غضب الأسير وبالتالي حرمانه من الزيارة , وتغيير الاحتلال عقارب الساعة أثناء الزيارة، فيؤخرها، لاختصار الوقت وإنهاء الزيارة بسرعة، هذا عدا عن التنصت، بوجود فريق مختص من جنود الاحتلال يقوم بمراقبة الخطوط والمكالمات ومعرفة عما يدور الحديث بين الأسير وذويه. فذوي الأسرى معذبون، فهم لا يعرفون ما هي ظروف اعتقال ابنهم داخل السجن، ويعذبهم الشوق للقائه والاطمئنان عليه، ويكون يوم الزيارة بالنسبة إليهم هو يوم عيد، لكنهم يصطدمون بممارسات الاحتلال البشعة خلال الزيارة، فيرجعون حاملين هماً مضاعفاً.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.