11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
15.37°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة15.37°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: "مافيا" حقيقية في شوارع نابلس

من يستمع لتفاصيل القصة أول مرة يعتقد أنه يشاهد فيلما بوليسيا من إنتاج "هوليود"، لكنها للأسف قصة حقيقية جرت أحداثها في مدينة نابلس المعروفة بـ"جبل النار" وهازمة الاحتلال ومن لقنته دروسا لن ينساها في المقاومة والجهاد. فرغم التكتم غير المسبوق الذي فرضته الأجهزة الأمنية في المدينة على حادثة إطلاق النار على سيارة مدنية ليلة الأربعاء الثاني من يناير الماضي، وإصابة طفلتين صغيرتين بالرصاص في أقدامهم ونجاة والدهم الذي كان يقود السيارة، إلا أن خيوط الجريمة تكشفت لاحقا لـ"فلسطين الآن"، التي علمت بالتفاصيل من مصدر مطلع. الأحداث بدأت حين وصل رجل نحو الساعة الثانية عشرة منتصف تلك الليلة إلى مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس، وطلب من المسعفين في قسم الطوارئ مساعدته في معالجة طفلتيه اللتين أصيبتا بالرصاص من مصدر يجهله، حين كان في طريقه لبيته الواقع على أطراف المدينة. وبالفعل بدأت عملية إنقاذ الطفلتين، بحضور مدير المستشفى شخصيا الذي تواجد نظرا لاستمرار وصول المصابين في المواجهات التي كانت تدور وقتها في بلدة طمون القريبة بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي. وبعد أقل من ربع ساعة، فوجئ من تواجد في قسم الطوارئ بنحو عشرة أشخاص يقتحمون المكان ويتجهون صوب والد الطفلتين ويستجوبونه حول الحقيبة التي كان يحملها،، وبدون استئذان عمدوا إلى تفتيش القسم بحثا عنها. حينها بادر مدير المستشفى بالاتصال بالشرطة التي حضرت وحاولت السيطرة على الموقف، لكنها لم تستطع فاستنجدت بقوات كبيرة من الأمن الوطني والمخابرات والأمن الوقائي.. [color=red][b][title]الأحداث تتلاحق[/title][/b][/color] يقول المصدر "جرى كل ذلك خلال أقل من 20 دقيقة، والكل ترك الطفلتين ويسأل عن الحقيبة!!، فوجدوا شنطة كبيرة تنازعوا عليها، ثم فتحوها فلم يجدوا سوى الملابس.. حينها اعتقلوا كل من تواجد بالقسم وخرجوا من المستشفى، وسط ذهول الأطباء والمسعفين". يضيف "بعد أقل من نصف ساعة وصلت سيارة تُقل رجال أمن بعضهم كان بلباس مدني لكنهم جميعا مسلحون يرافقهم والد الطفلتين، وقد بدأت عليه علامات الضرب، وكل استفسارتهم تدور حول الشنطة، حتى وصل الأمر بقائد المجموعة الأمنية لتهديد الرجل بقتله إن لم يفصح عن مكانها، وبالفعل "كحش" مسدسه وقربه من رأس الرجل، الذي ذهب فورا لسلة النفايات وأخرج حقيبة صغيرة، وعند فتحها علانية، شاهد الجميع بأم عيونهم "رزم" من الدولارات، وسمعوا الرجل يقول "هي المليونين". [color=red][b][title]سرقة محكمة[/title][/b][/color] الحقيبة وصلت للرجل من الداخل المحتل عام 1948، بعدَ عملية سرقة نُفذت بإحكام شديد لإحدى المؤسسات المالية هناك، حيث توجه بها لمخيم قلنديا القريب من مدينة رام الله ليحتمي بأحد كبار المخيم الذي يطلق عليه "أ.ع". استأجرَ الرجل إحدى الشقق المقاربة للمخيم، وبقي فيها قرابة أسبوعين، غير أنه لم يشعر بالراحة خشية استغلال "أ.ع له، فتوجه إلى مخيم بلاطة شرقي نابلس ليحتمي بإحدى أكبر عائلاته، ولم تكن الحقيبة تفارقه، حتى بدأ الشك يساور من حوله، وبعد فترة قصيرة جدا، علموا بأمر الحقيبة المسروقة بعد أن سمعوا عنها في الإعلام الإسرائيلي. طمع رجال تلك العائلة بالغنيمة، وقرروا نصب كمين للرجل للاستيلاء على الحقيبة التي تحوي المليوني دولار، ورسموا له كمينا. لكن الرجل شك بأمرهم وهرب برفقة ابنتيه في سيارته الجيب. لاحقوه في شوارع نابلس من مكان لأخر وهم يطلقون الرصاص عليهم بما يشبه ما يجري تماما في الأفلام السينمائية.. استمروا في إطلاق النار، حتى أصابوا الطفلتين، لكن الرجل استمر في القيادة ووصل مستشفى رفيديا الحكومي، وقبل دخوله رمى الحقيبة في أحد سلال المهملات. [color=red][b][title]تحقيق المباحث[/title][/b][/color] في هذه الأثناء كانت "المباحث العامة" في شرطة محافظة نابلس تحقق في الحادث، كاميرات المحال المقابلة للمكان صورت بعضَ المارة، وجميعهم لسوء الحظ من حركة فتح والأجهزة الأمنية الذي ألقي القبض عليهم قبيل أشهر وتم تعذيبهم في سجن "الظاهرية" لقضايا تتعلق بالسلاح والتخطيط للانقلاب على السلطة بالضفة بأوامر من محمد دحلان. المباحث أصدرت بحقهم مذكرات استدعاء لاستكمال التحقيق والشهادة بأمر الكمين. أصحاب الكمين علموا بالأمر فراحوا يروجون "أنّ السلطة تريد إعادتهم لسجن الظاهرية"، الأمر الذي استَفز العشرات من الشبان المحسوبين عليهم وجعلهم يخرجونَ إلى الشارع في استعراض عسكري مسلح في مخيم بلاطة ويطلقون الأعيرة النارية في الهواء، وهي الصور التي نقلتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، وأجرى مراسلها مقابلة مع قائد تلك المجموعة الذي صرح "نحنً لسنا ضد "إسرائيل" نَحن ضد حماس"، ليتبين أن القصة لا علاقة لها بالوطنية لا من قريب ولا بعيد، وهي مجرد تصفية حسابات ضمن قضايا فساد أكبر و"مافيا" سرية لتجارة السلاح والحشيش والسرقات.