أعلن رئيس الوزراء التونسي حمادى الجبالى فشل مبادرته لتشكيل حكومة كفاءات "تكنوقراط" لا تضم ممثلى أحزاب، وذلك عشية إعلان حركة النهضة الإسلامية،التي تقود الائتلاف الحاكم، رفضها مبادرة الحبالي؛ لأنها "لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة". وقال الجبالى- في تصريحات أوردتها قناة "الجزيرة" الفضائية- :"ليس هناك وفاق كاف بين الأحزاب السياسية حول المبادرة، ولذلك سأذهب إلى الرئيس منصف المرزوقى غدا لننظر في الخطوات القادمة". ولم يوضح الحبالى ما إذا كان سيقدم استقالته أم لا، في ضوء تهديده بتقديم استقالته في حال فشلت مبادرته. وجاء هذا الإعلان عقب مشاورات أجراها الجبالي منذ الجمعة الماضية حتى أمس الاثنين مع الأحزاب السياسية في تونس بشأن تشكيل حكومة كفاءات "تكنوقراط"، وذلك للخروج بالبلاد من الأزمة السياسية التي تعيشها، خاصة عقب اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في السادس من الشهر الجاري، كما أعلنت الأحزاب المؤيدة لمبادرته قد اشترطت تحييدا مطلقا للوزارات السيادية. تجدر الإشارة إلى أن حركة النهضة الإسلامية جددت رفضها قرار الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط، حيث أعلن مجلس شورى الحركة أن مبادرة حكومة التكنوقراط لا تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة. وأضاف المجلس، في بيان له، أنه يتمسك بخيار الحركة فى تشكيل حكومة سياسية ائتلافية مستندة إلى شرعية انتخابات 23 أكتوبر 2011 "التي فازت فيها النهضة"، مؤكداً على ضرورة أن تكون هذه الحكومة منفتحة على الخبرات الوطنية الملتزمة بتحقيق أهداف الثورة وفق برنامج سياسى لاستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطى. راشد الغنوشى اعتبر أن حزبه يتعرض منذ توليه السلطة قبل 14 شهرا "لمؤامرات" متواصلة بلغت أوجها مع طرح حكومة كفاءات غير حزبية، وقال إن تمزيق النهضة أو إقصاءها بالقوة أو بالحيلة عن الحكم "يعرض الوحدة الوطنية وأمن تونس للخطر". وأشار رئيس الحركة إلى أن قرار حمادي الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط يعد "انقلاباً على شرعية الحكومة" الحالية التي تهيمن عليها الحركة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.