(عندما كنت طفلا .. في كل ﻣﺮﺓ أشتري ﻋﻠﺒﺔ ﺃﻟﻮﺍﻥ !.. أﺭﻣﻲ ﺍﻟﻘﻠﻢ "الأبيض"جانبا وحين تسألني أمي لماذا !؟. أقول لها : ﻻ يلون.. ﻭ ﺍﻵﻥ بعد ﺃﻥ ﻛبري أيقنت جيدا !..لماذا ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻻ ﻳﻠﻮّﻥ؛ لأﻧﻪ ﺻﺎﺩﻕ ﻭﻧﻘﻲ ﻻ ﻳﺰﻳﻒ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ .. ﻭﻻ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﻮنًا ﺳﻮﻯ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .. ولو كنت أعلم بذلك !..ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ فيه أبدا). كلمات وأنا أقلب بريدي الإلكتروني أعجبتني وقعت مرسلة من (مقاوم مقدسي) قد تكون له أو مقتبسة، لكنها حملت معاني حركت قلمي ، نعم كلمات قلما يدركها غير العارفين بمعنى القلم، أو الذين لا يؤمنون بالصدق والنقاء ظانين أن كل شيء يمكن أن يلون وتغير معالمه ويرفضون أن يروا الأمور على حقيقتها ويكرهون اللون الأبيض ، فكيف عندما يكون القلم أبيض. لا عجب إن صادفت في حياتك يوما من يؤمن بأن الحياة ألوان، أو يجب أن تلون له وتزين فتبدو على غير حقيقتها، ولو كانت هذه الألوان لا أساس لها وأمام رذاذ من المطر أو أشعة شمس تسقط وتظهر على حقيقتها وفي ذيل الحقيقة وجوه كالحة أعيتها تلك الألوان الزائفة التي لن تحجب الحقيقة في يوم من الأيام. الرافضون للتزييف لن يعدموا الوسيلة في الوصول إلى الحقيقة ولن يستسلموا يوما إلى الزيف الملون بألوان الطيف ولن يقبلوا إلا الوقوف تحت أشعة الشمس التي تكشف زيف ألوانهم، وسيبقى قلمهم أبيض ولن تؤثر به أشعة الشمس؛ لأنه بعيد عن التزييف والتلوين المحرف. طهر القلم من نقاء اللون الأبيض، ولولا طهر الأبيض ما جعلوه فستان الزفاف للعروس ليلة عرسها، فقد لا تجد من يجعل العروس في ليلة زفافها ترتدي فستانًا تختلط فيه الألوان فيضيع طهرها، اللون الأبيض سرعان ما يظهر عليه مباشرة أي ملوث، ومن يرد تلوين القلم سرعان ما يسقط وإن بقي يعمل لفئة مريضة ترضيها كثرة الألوان ويغريها اللمعان كالمراهق الذي تخطف أبصاره زركشة الملابس أو كالطفل الذي يميل إلى حلاوته الملونة، ولا يرى في الأبيض ما يشفي غروره أو يعالج ما في نفسه من مرض. سنكتب ولو بقلم أبيض لأنه سيظهر وظهوره ثابت ويقرؤه من يعشق النقاء ويكره الزيف والذي اعتاد على قول الحق دون أي خشية أو ملامة من عشاق الألوان الزائفة الذين يخطفهم بريقها ويشجعهم عليها الدهانون والمزينون، لذلك يجب أن لا نفرط باللون الأبيض ولا بالقلم الأبيض، لأن في البياض نقاء سريرة وفيه صدق ووفاء، ولا يعلق به مزيد من النقاء ولا تؤثر فيه ملامات أو تمتمات أو مؤامرات، طالما حافظ على نقاء لونه وطهر قلمه.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.