20.31°القدس
20.21°رام الله
19.42°الخليل
24.63°غزة
20.31° القدس
رام الله20.21°
الخليل19.42°
غزة24.63°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

لماذا اعتقلوا اشتية وطبيلة في هذا التوقيت؟

بينما تتهم قيادات صهيونية في (إسرائيل) السلطة الفلسطينية بالعجز أمام حفظ الأمن، وعدم القيام بواجب منع أعمال العنف ضد الإسرائيليين، وتتخذ من ذلك مبررا لاقتحامات مدن الضفة، وقتل المواطنين بشبهة المقاومة، تعتقل سلطة الحكم الذاتي (مصعب اشتية) أحد قادة القسام بنابلس، و(عميد طبيلة) أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في المدينة، وعليه نسأل عن الرسائل التي يرسلها الطرف الإسرائيلي من خطابه، والرسائل التي ترسلها سلطة الحكم الذاتي من اعتقالها لنشطاء المقاومة، وهي التي لم تحرك ساكنًا عندما اقتحمت قوات أمان والشاباك والجيش نابلس، وقتلت إبراهيم النابلسي والمقاومين فيها، وانسحبت على عين أجهزة الأمن.

 

ربما تكون رسائل الطرف الإسرائيلي واضحة ومعلومة للجميع، ولكن رسالة سلطة الحكم الذاتي تبدو غامضة في هذا التوقيت بالذات. وأعني بالتوقيت زمن توالي التهديدات الإسرائيلية بشأن عجز السلطة، وبشأن العمل المباشر في مدن الضفة من ناحية، وزمن انعقاد الدور الـ(٧٧) للجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ سيلقي محمود عباس رئيس السلطة خطاب فلسطين في يوم الجمعة القادم من ناحية أخرى.

 

هل توجه أجهزة أمن السلطة رسالة الاعتقال للطرف الإسرائيلي، وتقول له: نحن نواصل العمل ضد المقاومة، ويمكنكم الاعتماد علينا كالسابق، والمطلوب وقف تصريحات التهديد والاقتحام المباشر، أو هي رسالة يقدمها عباس في خطابه في الأمم المتحدة، أو في لقاءاته الجانبية مع الآخرين، يقول فيها إننا نعمل ضد من يقاوم (إسرائيل) بالسلاح، ونعتقلهم، وقد اعتقلنا اشتية وطبيلة، ولم نلتفت لما تدعيه (إسرائيل) ضدنا؟! نحن نؤمن بالسلام، والمقاومة المسلحة ممنوعة ومدانة!

 

إنه سواء قصدت عملية الاعتقال برسائلها (إسرائيل) أو الأطراف الدولية، أو الأمرين معًا، فهي رسائل جرمتها جماهير نابلس التي دخلت في إضراب تجاري، ونددت بها فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية بغزة، وطالبت بالإفراج عن اشتية وطبيلة. وعليه لا قيمة لأي رسائل تُناقض المشاعر الوطنية الفلسطينية وقيم الشعب الفلسطيني.

 

ليست ثمة توقعات بالإفراج عن المعتقلين، وليست ثمة توقعات بوقف أجهزة السلطة مطاردة شباب المقاومة، وليست ثمة توقعات بالتراجع عن التنسيق الأمني، بل إن السلطة تزيد من أنشطتها هذه لتحصل على رضا (إسرائيل)، ومزيد من الدعم لسلطتها داخل المدن. ولا أحسب أن إضراب نابلس، أو بيان الفصائل سيغيران من الأمر شيئا، لأن أجهزة أمن السلطة تعمل وفق تعليمات عباس، وهي تعليمات حازمة في هذه المسألة، وهي لا تشعر بحرج منها، ولديها تجربة في احتواء ردود الأفعال. الاعتقال وليد قناعة ذاتية في الأساس، وهو وليد ظرف وتوقيت بالدرجة الثانية.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن