كشف الجنرال أمير إيشل القائد الأسبق لسلاح الجو، والمدير العام لوزارة الحرب، بعض الهجمات التي شنها الاحتلال في سوريا ضد التواجد الإيراني خلال 10 سنوات مضت في إطار المعركة بين الحروب.
وقال إيشل في مقابلة مطولة مع صحيفة معاريف، أن استراتيجية "المعركة بين الحروب" التي بدأت منذ عشر سنوات في سوريا ما زالت مستمرة، رغم عدم وجود مؤشرات على انهيار التواجد الإيراني".
وأضاف أن "الاستراتيجية الإسرائيلية كانت تقوم على تقليل التواجد الإيراني في سوريا لخلق الردع أمامها، وبدا واضحا أنه من المستحيل منعه تمامًا، بل التقليل من قدراتها بشكل كبير، من خلال سلاح الجو أساساً، بجانب تنفيذ عمليات لينة، وتفعيل القوات البرية، وعمليات حركية وجوية وبحرية وبرية، وتفعيل عناصر غير تابعة للجيش في الميدان، وعمليات احتيال وخداع، والعديد من الأحداث من العوالم النفسية".
وكشف أن "أول هجوم إسرائيلي في سوريا تم في 30 كانون الثاني/ يناير 2013، حيث هاجمنا كتيبة كاملة من بطاريات صواريخ أرض-جو في طريقها لحزب الله، دمرنا الفوج بأكمله الذي كان سيعرّض سلاح الجو للخطر، الشحنة جاءت من روسيا، ولدى السوريين ستة أو سبعة منها، ومن شأن وصولها للحزب أن يغير صورة تفوق سلاح الجو بشكل كامل في الساحة اللبنانية".
وأشار إلى أن "هناك ابتكار آخر في أسلوب الهجوم لن ندخل في تفاصيله، لكن الخلاصة أن هناك خط أحمر للصواريخ الدقيقة بمجرد حيازتها من حزب الله، مما قد يتطلب شن هجوم استباقي كي لا تتكرر مأساة حرب 1973، لكن الحزب توجه إلى خيار إنتاج الصواريخ الدقيقة داخل لبنان، ولذلك فهو خطر حقيقي وتهديد جاد، نحن لا نتكلم عن سلاح في غزة، إنه مختلف تماما، لأن لديه قدرة على الضرب بدقة عشرة أمتار، ولا شك أن أولوياتهم شلّ قواعد القوات الجوية الإسرائيلية".
وأضاف أن "سلاح الجو زاد من عملياته في قلب سوريا بعد 2016، حين قرر قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري وضع 100 ألف مقاتل على الحدود، لكن ذلك لم يحدث، وعندما بدأوا بإعادة التوابيت إلى طهران، استبدلوا الإيرانيين بعناصر شيعية آخرين، وقد فعلنا أشياء هناك لم نقم بها من قبل، جميع العمليات خطيرة، ولم نتحدث عن مئات الصواريخ في هذه العمليات".
وأكد أن "قواعد اللعبة واضحة في سوريا، الروس لا يريدون للإيرانيين أن يأخذوا سوريا، نشاطنا يخدمهم في العديد من المجالات، وإذا أرادوا ذلك، فقد كان بإمكانهم أن يجعلوا مهماتنا صعبة للغاية في سوريا، لكنهم لم يفعلوا ذلك، والتنسيق بيننا على مستوى عالٍ جدًا".
ويكشف حديث الجنرال الإسرائيلي عما يمكن تسميته "كشف حساب" لاستراتيجية "المعركة بين الحروب" بعد انقضاء قرابة عقد من الزمن على بدايتها، سواء ما حققته من إنجازات، وما وقعت فيه من إخفاقات، مع استشراف لأبرز التحديات الميدانية والتهديدات القتالية التي ستواجهها دولة الاحتلال في الجبهة السورية، رغم زيادة أعداد الهجمات في الآونة الأخيرة، وما شملته من استهدافات للبنى التحتية السورية الحساسة كالموانئ والمطارات.
ورغم أن زيادة الهجمات الإسرائيلية على سوريا لاستهداف التموضع الإيراني، تعتبر بمثابة مؤشر على استمرار استراتيجية "المعركة بين الحروب"، لكنها في الوقت ذاته، لا تضع سيناريو نهائيا لهذا التصعيد الإسرائيلي، لأنه يكفي إطلاق صواريخ دقيقة لوضع إسرائيل في دوامة ستواجه صعوبة في الخروج منها، وصحيح أنها تمتلك أسلحة نووية، إيران لا تمتلكها، لكن الأخيرة وحلفاءها يريدون إبقاءها ضعيفة ومرتبكة.