نستكمل اليوم ما بدأناه يوم الخميس، حول ما يكشفه الداد يانيف، المحامي الذي عمل مساعدا في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية لسنوات منذ أيهود باراك نهاية تسعينات القرن الماضي حتى إلى ما قبل بضعة أشهر، حيث عايش وعاصر كل رؤساء الحكومات آخرها حكومة نتنياهو، يانيف صعق من حجم الفساد" المهول" الذي حدث في عهد نتنياهو وكيف أغلقت ملفات فساد وقضايا شرطة وكيف تم تعيين كبار رجالات الدولة في صفقات فساد وكيف تم ابتزاز الكثير ومن يحكم إسرائيل فعلياً؟ والأصابع الخفية التي تحرك قيادتها وكيف تدار السياسة في إسرائيل، حيث ينتقل لفضيحة مدوية لعوفر عيني رئيس الهستدروت ويفك لغز عدم مشاركة الهستدروت في تظاهرات الخيام التي خاف نتنياهو أن تسقط حكومته فيقول إن عوفر عيني قبض ثمن عدم مشاركة اتحاد العمال في صفقة قذرة وهكذا أجهضت الثورة على نتنياهو، ثم يلقي الضوء على شخصية عيني قائلا: لعوفر عيني حياةٌ مضطربة فهو مدمن... إنه مقامر ..مدمن على القمار هو جزء من العالم السفلي، يقامر في شقة في بئر السبع وكل ليلة يقامر ويخسر ويخسر، ولا أحد يسأله من أين المال لأنه لا أحد كما يقول يسأل أي مسؤول إسرائيلي من أين المال، عوفر عيني أقوى من نتنياهو نفسه يمارس سلطة في حزب العمل وفي الليكود وفي الصحف، لأن العمال الذين يقودهم موجودون لدى الجميع، ما يتم خسارته في ليلة واحدة هناك يساوي بنك اسرائيل! قصة إسرائيل الأبرز في وزير خارجيتها ليبرمان، يانيف يبدأ الحديث عنه قائلا لمحاوره: وزير الدفاع ليس ليبرمان .. إنه مارتن شلاف ( وهو مليونير يهودي نمساوي ) ارتبط اسمه بعمليات فساد منذ عام 2003 وفي عام 2010 أوصت وحدة التحقيقات القطرية في الجرائم الدولية بتقديمه للمحاكمة بتهمة الرشوة عندما اكتشفت أنه قام بتحويل ملايين الدولارات لشارون وأولمرت ودرعي وليبرمان وتقديم الملف للنيابة لوضع لوائح اتهام بناء على الأدلة للمسؤولين! ويعتبر شلاف الأب الروحي الذي يحرك ليبرمان وهو الذي أقام حزب إسرائيل بيتنا حين وضع مليون دولار عام 99 في "بنك إسرائيل" لإقامة الحزب وكان قد مول حملة باراك عام 99 لكنه ندم بعد ذلك لأن باراك تسبب باندلاع الانتفاضة التي مست بمصالح شلاف الاقتصادية. يقول يانيف: باراك هو الأصغر في عصابة مارتن شلاف، لا تندهش كل واحد من السياسيين لديه رجل مال يحركه، ليبرمان لديه شلاف، وبيبي (أي نتنياهو) لديه شيلدون أدلسون الذي يحركه وهو رجل أعمال أميركي مقيم في لوس أنجلوس يمتلك صحيفة "إسرائيل اليوم" التي أصبحت أكثر صحف إسرائيل انتشارا وتوزيعا وهي توزع بالمجان، وقد أثارت سخط الصحافيين في إسرائيل الذين يعتبرونها اختراقا للرأي العام الإسرائيلي وهي مسخّرة لخدمة نتنياهو. يقول يانيف: ليبرمان وشلاف ويشير بيديه في حركة توحدهما شيء واحد بينهم أشياء كثيرة ليس فقط السياسة بل أيضا نساء، وحين يستغرب محاوره من ذلك يقول نعم إنهما يذهبان إلى بيت دعارة في فيينا، هناك يمارسون الدعارة وعندما يندهش المحاور يرد يانيف : راقب ليبرمان يسافر للعالم أفريقيا أميركا أوروبا .. وفي كل سفرة يعرج على فينا لماذا .. افحص كم مرة كان في السنوات الأربع في فيينا ؟ كنت مع باراك حين كان رئيسا للحكومة في انتخابات 2001 وحين كانت تتقشر الأصوات من حوله ( استعمل مصطلح تتقشر ) سأل: كم يساوي رأس مروان البرغوثي؟ كم مقعدا؟. نصحه مستشاره موشيه جاؤون: قد تشتعل المنطقة ونخسر أكثر، فقال باراك: اتركوه إذن. من اغتال الجعبري؟ يسأل المحاور، يجيب يانيف: الذي اغتاله آرثر فلكنشتاين "رئيس الطاقم الانتخابي لنتنياهو"، لماذا؟ يجيب: لأن عليه استعادة عشرة مقاعد من البيت اليهودي، لماذا لم ينصحه أحد ؟ يرد: لأن ليس لديه موشي جاؤون، فعند الاغتيال كانت إسرائيل تتسلم اقتراح تهدئة من الجعبري هكذا قال يانيف .. غرشون باسكين الذي تسلم مبادرة الجعبري وباسكين هذا الذي كان وسيطا في صفقة تبادل الأسرى قبل أكثر من عام! هكذا تحكم إسرائيل التي تسوق نفسها واحدة للديمقراطية، وهي ليست إلا مستنقعا من الفساد، يحكمه المال الأسود، ولا قيمة فيه لقيم أو اخلاق!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.