بعد سلسلة من الانتكاسات الروسية في أوكرانيا، عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجنرال “سيرجي سوروفكين” قائداً عاماً “للعملية العسكرية الخاصة” فيها.
جاء تعيينه بعد ساعات من استهدف جسر القرم
ووجاء تعيين “سوروفيكين” بعد ساعات من انفجار استهدف جسر القرم، الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم، ويعتبر الحلقة الوحيدة بين هاتين الضفتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية “إيغور كوناشينكوف“، في تصريح صحفي، إنه “بقرار من وزير دفاع الاتحاد الروسي، تم تعيين جنرال الجيش سيرجي سوروفكين قائدا للمجموعة المشتركة للقوات (القوات) في منطقة العملية العسكرية الخاصة”.
محاولة يائسة لاستعادة الهيمنة
ومثلما فعل في سوريا في عام 2015، لجأ بوتين إلى الجنرال سوروفيكين في الأسابيع الأخيرة، في محاولة يائسة لاستعادة الهيمنة في أوكرانيا، حيث أصبح من الواضح أن التقدم الروسي قد توقف.
وحتى قبل الإعلان عن تعيينه بشكل رسمي، بدأت قنوات المراسلين والمحللين العسكريين الروس على “تيليغرام” تتحدث ليلة أمس السبت، عن اختياره قائداً لمجموعة القوات الروسية في أوكرانيا، بعد أن واجه جنرالات روس رفيعون انتقادات لاذعة لسوء إدارتهم العمليات، بما في ذلك من الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، الذي حظي موقفه بدعم من مؤسس شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين.
مدمر المنازل فوق روؤس سكانها
وبدأ يتردّد اسمه كثيراً في وسائل الإعلام العربية، بداية من عام 2017، بعد تدخل روسيا في سوريا لأول مرة، لصالح نظام بشار الأسد في 2015.
وعرف عن “سوروفيكين” بأنه مدمر المنازل فوق روؤس سكانها، ووصفه الصحفي السوري أحمد زيدان بـ”جزار حلب”.
وكتب تغريدة عنه في موقع تويتر قال فيها: “بوتين يُعين الجنرال سيرجي سوروفكين قائداً عاماً “للعملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا. هذا المجرم هو من أشرف على تدمير حلب فاكتسب صفة جزارها، اللهم اجعله طعماً لمقاتلي أوكرانيا”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” كشفت في أكتوبر 2020، عن أسماء 10 مسؤولين مدنيين وعسكريين روس وسوريين، اعتبرتهم مسؤولين عن انتهاكات خطيرة، في محافظة إدلب شمال سوريا، قد ترقى إلى جرائم ضدّ الإنسانيّة.
من بينهم العقيد في القوات الروسية “سيرغي فلاديميروفيتش سوروفكين” الذي شغِل منصبَ قائد القوات الروسية في سوريا منذ مارس/آذار 2019، حتى 10 أبريل/نيسان 2019.
وقالت المنظمة في تقريرها، إن هذه الشخصيات مسؤولة عن عشرات الضربات الجويّة والبريّة وغير المشروعة على المدارس والمستشفيات والأسواق الشعبيّة المكتظّة بالمدنيين، من إبريل/نيسان 2019، إلى مارس/آذار 2020، والتي أودت بحياة مئات المدنيين.
حرب الشيشان الثانية
وكان سوروفيكين منذ مارس/آذار حتى أكتوبر/تشرين الأول 2017، ومن يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان 2019، قائداً لمجموعة القوات الروسية في سوريا. وسبق أن شارك الضابط البالغ (55 عاماً)، في إنهاء الحرب الأهلية في طاجيكستان خلال التسعينات، وفي حرب الشيشان الثانية في بداية الألفية الثالثة.
ومنذ أكتوبر 2017 تولّى سوروفيكين قيادةَ القوات الجوية الفضائية الروسية. ورقّي إلى رتبة جنرال الجيش عام 2021.
جرائمه في سوريا
شهدت سوريا في فترة استلام سوروفيكين الأولى، أحداثاً عسكرية كبيرة، كان أولَها وجودُه على رأس القوات الروسية، أثناء استهداف مدينة خان شيخون -التي كانت تسيطر عليها المعارضة- بالكيماوي، في أبريل/نيسان 2017.
حيث وفي صباح الرابع من نيسان/أبريل 2017، و“قرابة الساعة 06:49، نفَّذت طائرات ثابتة الجناح من طراز SU-22 تابعة لقوات النظام السوري، هجوماً على الحي الشمالي من مدينة “خان شيخون” بأربعة صواريخ، أحدها كان محمّلاً بغاز سام”، بحسب تقرير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وأسفر الهجوم عن “مقتل 91 مدنياً خنقاً، بينهم 32 طفلاً، و23 سيدة (أنثى بالغة)، وإصابة ما لا يقل عن 520 آخرين”.
كما شهدت الفترة الأولى لسوروفيكين سيطرة قوات الأسد بدعم القوات الروسية، على مدينة دير الزور في شمال شرق سوريا، بعد معارك ضد تنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية”.
وأشار تقرير لموقع “الحرة“، إلى أن الجنرال سوروفيكين عمل قبل مشاركته مع جيش بلاده في سوريا، في العديد من الأدوار خارج البلاد بداية من سنة 2000، العام الذي عرف صعود بوتين لقيادة روسيا، تارة رئيساً وتارة رئسياً للوزراء. ورافق بوتين منذ ذلك الحين، في عدة مأموريات خارج روسيا، بعد أن عرف بقسوته في الجيش الروسي، حيث سُجن مرتين.
في أوائل عام 2000، عمل في الشيشان، وفقاً لسيرته الذاتية على موقع وزارة الدفاع، ووسائل الإعلام الحكومية.
قتل 3 متظاهرين في موسكو
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الجنرال سوروفكين قضى ستة أشهر على الأقل في السجن، بعد أن قتل جنودٌ تحت إمرته ثلاثةَ متظاهرين في موسكو، خلال محاولة انقلاب فاشلة في أغسطس 1991، لكن أطلق سراحه في النهاية دون محاكمة.
وحُكم عليه مرة أخرى في عام 1995 بالسَّجن مع وقف التنفيذ، بتهمة المتاجرة غير الشرعية بالسلاح، وفقاً لوثيقة صادرة عن مؤسسة جيمس تاون، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن، أضافت أن الإدانة أُلغيت لاحقاً.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في تقرير سابق في وصفه: “على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، كانت مهمة سوروفيكين مليئة بالفساد والوحشية”.