ورد إلى مسامعي أن بعضاً من المدرسين الأكارم قد استقبلوا مقالي الذي حمل عنوان " وكالة الغوث وسياسة قتل الدين " بشيء من الاستياء ناتج عما أوردته من حقيقة لمستها وكلام سمعته بأذني لم ينقله أحد إليّ. موطن احتجاجهم على المقال فيما قلته أن المدرسين الذين تسند إليهم مادة التربية الإسلامية من غير المتخصصين يعترفون بألسنتهم أنهم ليس لديهم القدرة على تدريس هذه المادة . استغربت كثيراً وترددت أكثر في معاودة الكتابة والتعليق ، لكن الأمانة تقتضي مني المتابعة ، فعلى الرغم من عدم قربي كثيراً من المدارس وأحوالها ، غير أن ما يتحدث به المعلمون عن أوضاع المدارس ، يجعل من الواجب على أصحاب القلم الحريص الحديث بكل مصداقية ، خاصة إذا ما علمنا أن بعض مدرسي الوكالة أصبحوا يقولون أنهم مجرد حراس وأذنة "نواطير" في المدارس . عندما تحدثت عن مادة التربية الإسلامية في مدارس وكالة الغوث لم أكن أتوقع أن يثير هذا المقال أي نوع من الجدل خاصة أن الأمر واضح للعيان ويتحدث عنه كل مدرسي الوكالة أو معظمهم على الأقل . ما دفعني لقول ما أزعج الأكارم المعلمين هو مدرس للغة العربية غير ملم بكثير من أحكام التجويد ، وليس عنده من الخبرة أو الدراية بعلوم الدين ، وجد نفسه وقد ترك تدريس اللغة العربية بالمجمل ليصبح مدرسأ للتربية الإسلامية في مدرسة إعدادية ، يقول أقرأ من الكتاب وما أستطيعه أقوم به . ومدرس آخر قابلني في طريق عودتي من العمل ، قال لي ليست مادة التربية الإسلامية في خطر فقط ، بل هي تهدم وتدفن الآن ، ولعلنا بعد خمس سنوات لا نرى لها أثراً إن بقي الوضع على ما هو عليه الآن . وختاماً وبعد أن أوجه تحية إجلال وإكبار لكل معلم ومعلمة، علم العلم ونوّر العقول بإخلاصه وصدقه وتفانيه، أدعو معلمينا إلى تبني القضايا الهامة وعدم الاستسلام للقرارات التي ترد من جهات أصبح واضحاً أنها تعمل ضد صالح أبنائنا . أبي وأخي المعلم .. أبناؤك طلاب أيضاً ،وأنت بالتأكيد حريص على سلامتهم وسلامة أذهانهم ، وحريص على أن تمتلئ عقولهم وقلوبهم أخلاقاً وقيماً وقرآنا ، أنا لا أدعوك لتعريض نفسك للخطر عبر الاعتراض على مصدر رزقك، ولكنك صاحب رسالة سامية تستطيع وبإمكانك أن ترفض تدريس مادة لا تستطيع الإيفاء بحقها من غير تخصصك . رجاء افعل ذلك حماية لأبنائنا وأبنائك وأخيراً أردد قول الشاعر : قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم إن يكون رسولا
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.