ليس واضحا للمراقبين في واشنطن سبب منح المكلف بتشكيل حكومة الاحتلال المقبلة، بنيامين نتنياهو، نفوذ أمني كبير وواسع لرئيسي حزبي الصهيونية الدينة، بتسلئيل سموتريتش، و"عوتسما يهودي"، إيتمار بن غفير، بحسب تقرير في صحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة.
وأضافت الصحيفة أنه يتساءلون في واشنطن إذا كان السبب هو أن نتنياهو متعلق بهما من أجل الإفلات من محاكمته، أم أن هناك اعتبار آخر، يعتمد نتنياهو من خلاله على نشوء حالة فوضى في الضفة الغربية أو أنه يعتقد أنه سيتمكن من السيطرة على كافة خطواتهما.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرق الأوسط، وخاصة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ليس في مقدمة أولويات الإدارة الأميركية، ويسبق ذلك المنافسة مع الصين وأزمة المناخ وإفشال الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر المنظمة اليهودية الأميركية "جاي-ستريت"، هذا الأسبوع، إن الإدارة الأميركية ستقرر بشأن تعاملها مع حكومة نتنياهو بموجب أفعالها وسياستها وليس وفقا لأعضائها. كما تعالت أسئلة خلال المؤتمر حول صاحب القرار في هذه الحكومة، في تشكيك بقدرة نتنياهو على السيطرة عليها.
ولفتت الصحيفة إلى تساؤلات تطرح في الإدارة الأميركية حول اعتبارات نتنياهو في عملية شرعنة بن غفير، كأحد أتباع مؤسس حركة "كاخ" الفاشية، مئير كهانا، بعد أن كان يعتبر في "إسرائيل" ظاهرة متطرفة هامشية، وحول قرار نتنياهو رفع مكانة بن غفير السياسية.
وتوقعت الصحيفة أن حيّز التوتر المحتمل المركزي بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو سيكون الأراضي المحتلة في الضفة الغربية (وبضمنها القدس)، وخاصة على خلفية مطالب سموتريتش بنقل المسؤولية عن الوحدتين العسكرتين "الإدارة المدنية" ومنسق أعمال الحكومة في الضفة، من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى وزير من الصهيونية الدينية يُعين في وزارة الأمن.
ويطرح سموتريتش مطالب يُتوقع أن تُحدث أزمة بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، مثل توسيع المستوطنات وشرعنة أكثر من 70 بؤرة استيطانية عشوائية وقرار تتخذه الحكومة يمنع البناء للفلسطينيين في المناطق ج.
وبحسب الصحيفة، فإن التخوف الأكبر في واشنطن هو من "تطور غير متوقع، وخاصة في الحلبة الفلسطينية".
وأفاد موقع "واللا" الإلكتروني، أول من أمس، بأن البيت الأبيض بحث في اجتماع عُقد الأسبوع الماضي، السياسة التي يجب أن تنتهجها الإدارة الأميركية، إزاء حكومة الاحتلال المقبلة، بما في ذلك مسألة إجراء أو عدم إجراء محادثات مع بعض وزراء اليمين المتطرّف الإسرائيليّ، فيما حثّ السفير الأميركي لدى "إسرائيل"، توماس نيديس، كبار المسؤولين في البيت الأبيض، على تبني "سياسة دقيقة وحذرة، تجاه الحكومة الجديدة، وعدم التسرُّع في اتخاذ قرارات حاسمة".
وذكر "واللا" أن مسؤوليْن أميركييْن رفيعَي المستوى، أفادا بأنه أُثير سؤال أثناء الاجتماع، حول ما إذا كان ينبغي إجراء اتصالات مع بن غفير وسموتريتش، أم لا، وأنه تمّت مناقشة جوانب متعلقة بالقضية الفلسطينية وحقوق الإنسان في إسرائيل، والتي ستوضح إدارة بايدن أمام حكومة الاحتلال المقبلة، أنها "قضايا حاسمة".
ويتوقع في "إسرائيل" أن تدخل حكومة نتنياهو إلى صدام مع إدارة بايدن. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، نفتالي بينيت، في تغريدة أول من أمس، إنه التقى مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، في البيت الأبيض، ودعا إلى عدم المس بإسرائيل في الهيئات الدولية على خلفية خلافات محتملة مع الحكومة المقبلة.
وأضاف بينيت أن "على الدولتين الحفاظ وتقوية العلاقة بينهما من دون علاقة بالتغيرات السياسية. و"إسرائيل" تواجه تحديات كبيرة وأمامنا فرص أيضا. وآمل أن يتم الحفاظ على العلاقة الجيدة مع الولايات المتحدة".