هاجمت سياسية فلسطينية ونائبة عربية في الكنيست، الحكومة اليمينية الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو، التي تسيطر عليها أحزاب يمينية متطرفة تهدد الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المكلف نتنياهو الأربعاء الماضي، عن تمكنه من تشكيل حكومة يمينية جديدة مع حلفائه من أحزاب اليمين، من أبرزها: حزب "قوة يهودية" بزعامة المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يتولى حاليا وزارة "الأمن القومي"، وحزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش.
نتائج كارثية وأخطار متعددة
وعن الأخطار المترتبة على تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية جديدة تعتبر "الأكثر تطرفا" برئاسة نتنياهو، أكدت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي، عايدة توما سليمان، أن "تشكيل هذه الحكومة، يعني القضاء على أي إمكانية لاتفاق سياسي ينهي أصل قضية الاحتلال في الضفة، وعمليا انتصار للفكر اليميني المتطرف الذي يؤمن بأرض إسرائيل الكبرى ولا يريد حتى مجرد التفكير في أي اتفاق سياسي مع الفلسطيني، هذا على مستوى القضية الفلسطينية".
وأوضحت، أن "هذه الحكومة عمليا دينية متطرفة، تؤمن بأن هذه الدولة لليهود في الأساس، والجماهير العربية الفلسطينية (أصحاب الأرض) ضيوف عليها، كما أن فكرهم اليميني يتيح لهم سن قوانين والتفكير إجراءات من شأنها أن تقمع كل الفلسطينيين وتمنع عنهم إمكانية حتى حرية الرأي والتفكير".
وقالت سليمان: "كل هذا لا يبشر بالخير، وحتى في التوجهات المدنية العامة، هذه الحكومة يغلب عليها طابع التجمد والأفكار الدينية الرجعية للناحية اليهودية، فهناك 35 مقعدا للأحزاب الدينية المتطرفة داخل الكنيست، وبالتالي فإن الطابع الديني المتزمت يغلف هذه الحكومة، وهذا الأمر سنرى نتائجه في برامج التعليم والأجواء العامة في إسرائيل، وبكل تأكيد لن يكون مريحا ولا بأي شكل من الأشكال من ناحية الحريات المدنية".
وعن تأثير تلك الحكومة على الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948، ذكرت أن "حكومة تحمل في داخلها مركبات فاشية، تهدد أمن واستقرار الفلسطينيين في إسرائيل، وهذه الحكومة ستعمل طوال الوقت في التحريض على الفلسطينيين في الداخل، إضافة إلى إجراءات قمعية يلوحون بها".
تهديد متواصل للوجود العربي
وحذرت من "الخطورة الكبيرة جدا" لتولي رئيس حزب "قوة يهودية" النائب المتطرف بن غفير، مهام وزير "الأمن القومي"، وهي وزارة الأمن الداخلي سابقا مع صلاحيات موسعة، لأنه بذلك أصبح "المسؤول عن الشرطة وكل أدوات القمع المدنية" بحسب النائبة، التي أوضحت أن بن غفير يتحدث عن "إنزال قوات خاصة في القرى والمدن العربية وإدخال قوات "حرس الحدود"، وهذا يوضح كم ستكون هذه الدورة صعبة على النواب العرب داخل الكنيست.
وأضافت: "الفترة القادمة صعبة جدا، وبن غفير مدان بالإرهاب، وهو من هدد في حينه إسحاق رابين (رئيس الوزراء الأسبق)، وكل شيء متوقع من شخص من هذا النوع"، في إشارة إلى التهديدات التي أطلقها النائب الإسرائيلي المتطرف بحق النواب العرب في الكنيست وخاصة النائب أيمن عودة.
ونبهت النائبة سليمان إلى أن "هناك العديد من المخاطر التي تهدد الجمهور العربي، ونحن كنواب دورنا أن نكون في المقدمة لحماية الجمهور العربي من نواب كنيست أغلبيتهم ينتمون إلى اليمين الإسرائيلي المتطرف، ولا يؤمنون بحقوق الفلسطينيين، وعمليا لا أعول كثيرا على العمل البرلماني، وما يجري في إسرائيل يتطلب وقفة شعبية ويقظة مستمرة".
وشددت على أهمية وجود "رد فعل دولي عن تشكيل نتنياهو مثل هذه الحكومة الفاشية، وعلى الأقل من قبل الاتحاد الأوروبي الذي يعقد اتفاقيات ويمول الدولة بشكل كبير".
وختمت بقولها: "هذا الجمهور الذي تجاوز النكبة ونهض من ركامها، وتحول من 150 ألف مواطن إلى مليون ونصف، صامد في بلده ووطنه، يقود معاركه بشكل ذكي وبشكل يضمن الثبات لهذا الجمهور أمام كل المحن، ونحن على ثقة بأن جمهورنا سيجتاز هذه المحنة ويخرج منها منتصب القامة كما تعودنا دائما".