كشفت صحيفة “التلغراف” البريطانية، أنّ السعودية تسعى لاستغلال انشغال الغرب بأعياد الميلاد لتنفيذ عملية إعدام جماعية.
وقالت الصحيفة، إن تحذيراً اطّلعت عليه، وصل إلى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، يحذّر من أن الحكومة السعودية تخطط لاستخدام أعياد الميلاد كغطاء لعملية الإعدام الجماعية التي تعتزم القيام بها.
وبحسب ما ورد في الرسالة التي وصلت وزير الخارجية من قبل أعضاء في البرلمان البريطاني: “نشعر بقلق بالغ من أن السعودية قد تنفذ إعداما جماعيا خلال فترة العطلة، عندما تكون أعين العالم في مكان آخر وتشعر السلطات السعودية أنها ستواجه رد فعل دبلوماسي أقل”.
وأضافت الرسالة: “للسعودية تاريخ في تنفيذ عمليات الإعدام خلال فترة الأعياد ورأس السنة الجديدة، كما فعلت في عامي 2016 و2020، حيث كان من الصعب على المجتمع الدولي الاستجابة بسرعة. نحن نحثك على تقديم إقرارات قبل العطلة للتعبير عن أن هذا سيكون غير مقبول على الإطلاق، قبل فوات الأوان”.
وكتب النواب في رسالتهم، أنه “ليس من قبيل المصادفة أن السعودية نفذت سلسلة الإعدامات الأخيرة بينما كان العالم يشاهد كأس العالم”.
إعدام 12 شخصاً خلال الأسبوعين الماضيين
وأشاروا إلى أنّ “السعودية أعدمت ما لا يقل عن 20 شخصاً خلال الأسبوعين الماضيين، من بينهم 12 أجنبياً”.
من جانبها، قالت الصحيفة إنه من المعروف أنّ نحو 60 شخصاً يواجهون الإعدام في السعودية وفقاً لجماعات حقوق الإنسان، التي تقول إنّ الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى بكثير.
وأضافت، أنه في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، أعدمت السعودية مواطنين سعوديين بجرائم مخدرات، مما رفع العدد الإجمالي لعمليات الإعدام في غضون أسبوعين إلى 17.
144 حالة إعدام هذا العام
وأوضحت أنّ السعودية كانت قد تعهّدت في السابق بأنّها لن تفرض عقوبة الإعدام على جرائم المخدرات، لكنها تراجعت فجأة عن وعدها، وأعدمت سبعة سعوديين و10 أجانب، ليرتفع العدد الإجمالي لعمليات الإعدام هذا العام إلى 144.
عملية الإعدام الجماعية آنذاك، دفعت الوزير البريطاني المحافظ السابق، ديفيد ديفيس، لكتابة رسالة موجهة إلى وزير خارجية المملكة المتحدة، جيمس كليفرلي، والسفير السعودي في المملكة المتحدة، لمطالبتهما بالتدخل في قضية المتهم، حسين أبو الخير، الأردني الجنسية، حينها.
إعدام 17 متهماً خلال 12 يوماً في نوفمبر
وقالت متحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في 22 نوفمبر الماضي، إنّ 17 رجلاً أُعدموا في السعودية منذ 10 نوفمبر بتهم مخدرات وتهريب، ووصفت الإعدامات بأنّها “مؤسفة للغاية”.
وتابعت المتحدثة، إليزابيث ثروسيل، في إفادة صحفية في جنيف قائلة، إن مَن نفّذ بهم حكم الإعدام هم: من سوريا، وباكستان، والأردن، والسعودية، حيث أشارت إلى أنه بذلك ارتفع العدد الإجمالي لعمليات الإعدام هذا العام إلى 144.
يشار إلى أنّ إحصاء لوكالة فرانس برس كشف أن السعودية قد أعدمت في 2022 ضعف عدد الذين نفّذت فيهم هذه الأحكام العامَ الماضي.
اتجاه لإعدام العودة والقرني والعمري
وكان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني قد كشف في وقت سابق، أن السعودية تتجه إلى إعدام الداعية سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، وذلك نقلاً عن مصدرين حكوميين وواحد من أقارب هؤلاء الدعاة.
وكانت السلطات قد اعتقلت الثلاثة ضمن حملة على العلماء والدعاة وقادة الرأي في سبتمبر/أيلول 2017، وشرعت في محاكمتهم في جلسات سرية، حيث طالبت النيابة العامة بقتل الدعاة الثلاثة “تعزيراً” على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب.