11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
15.37°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة15.37°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: لا تخرجوهم من عباءة الإخوان

أحداث العنف الدامية التي وقعت في مصر وغيرها من بلدان العالم الإسلامي في العقود الماضية لا زالت تشكل هاجس رعب في عقول وقلوب المخلصين، فليس هناك أكثر دمارًا من النزاع الداخلي، وليس هناك أكثر ألمًا من أن يقتل الأخ أخاه وابن بلده. كثيرون هم الذين تحدثوا عن أسباب ظاهرة العنف والتطرف، وعن كيفية معالجتها، وقد وجه بعض الساسة الاتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بأنها مفرخة الإرهاب في العالم الإسلامي كله، وأن حركات العنف الموجودة ولدت من رحم الإخوان المسلمين. ومن أجمل وأقوى التحليلات التي قيلت عن علاقة الإخوان بالعنف ما قاله أحد المفكرين الإسلاميين: إن هذه الجماعات لم تخرج من الإخوان المسلمين إنما أخرجت من الجماعة، أي أن العنف والقهر والسجن والتعذيب والاغتيالات التي مورست ضد جماعة الإخوان جعلت هؤلاء الشباب يرفضون فكرة الصبر والكفاح السلمي فخرجوا من جماعة الإخوان وكونوا تنظيمات مسلحة أعلنت الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة بما فيها النظام المصري. ولم تفلح نداءات وصرخات قادة الجماعة في كف الشباب عن هذه الأعمال، لأن سياط الجلاد التي كانت تلهب الظهور في سجون الأنظمة القمعية كانت أعلى صوتًا من صوت الفكر الوسطي المتزن، وحبال المشانق التي نصبت لأولئك الشباب كانت أكثر تأثيرًا من كتابات المفكرين وندوات العلماء. بعد معارك دامية من العنف والعنف المضاد بين الأنظمة وتلك الجماعات تراجعت الجماعات المسلحة عن كثير من أفكارها، وأصدرت كتبًا بتلك المراجعات كان أحدها بعنوان (تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء). وما من شك أن نجاح ثورات الربيع العربي زادت من قناعة كثير من التنظيمات المسلحة بجدوى الحل السلمي، وإمكانية الوصول لنظام الحكم عبر الوسائل القانونية المعروفة دون حاجة للاغتيالات والانقلابات. يبدو أن البعض في هذه الأيام يريد أن يعيد تلك التنظيمات إلى دائرة العنف، فبدلًا من أن يقبلوا بالرئيس مرسي والإسلاميين عامة الذين جاءت بهم صناديق الانتخابات، بدأ العلمانيون واليساريون بالتفنن في تخريب البلاد وإفسادها ومنع الرئيس مرسي وحكومته من أخذ فرصتهم التي منحها لهم القانون. وفي حال إفشال حكم الرئيس مرسي أو الانقلاب على قرارات الشعوب الثائرة، فإن أكثر ما نخشاه هو أن تعود تلك الجماعات لسيرتها الأولى، وقد بدأت بوادر ذلك تلوح في الأفق فقد صدرت تهديدات بأنه في حالة إسقاط الرئيس مرسي بالمؤامرات، فلن يحلم أي رئيس بعده بالجلوس على عرش مصر. فيا كل العقلاء... جنبوا مصر ويلات العنف وجراحات الحروب الداخلية... وأعطوا الفرصة للإسلاميين.. واحترموا نتائج الانتخابات... ولا تخرجوا تلك الجماعات من عباءة الإخوان مرة أخرى. نسأل الله أن يجعل مصر بلدًا آمنًا مطمئنًا.. سخاءً رخاءً... وسائر بلاد المسلمين.