في عصر الجاهلية الأولى كان الحب يقتل صاحبه أحيانا، أما في الجاهلية المعاصرة فالقتيل لا علاقة له بالأمر، فقد حدث أن أقدمت فتاة لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها على خنق الطفل محمد (7 سنوات) بمنديلها ووضعته في كيس ثم ألقته على قارعة الطريق لا لسبب سوى أنها اكتشفت أن من أحبته _وهو عم الطفل المغدور_ ينوي الزواج من أخرى، جريمة تقشعر لها الأبدان هزت إحدى مدن الضفة الغربية قبل أيام. هناك "موديل" آخر من الساذجات أو الباحثات عن العلاقات غير المشروعة، حيث نسجت إحداهن علاقة من خلال الإنترنت ثم الهاتف وما علمت أن الطرف الآخر ينسج لها حتى يوقعها في شرك الابتزاز، فتدفع ما تملك حتى تخلص نفسها من "العار" الذي قد يلحق بها لو تم نشر الكلام السيئ الذي دار بينها وبينه، وهذه الحالة تم كشفها وألقي القبض على "العاشق الطفران"، ولكن، كم من حالات الابتزاز لم يتم اكتشافها وكم فتاة تعجز عن التخلص من مضاعفات عدم احترامها وتقديرها لذاتها؟، وعلينا التذكير بأن بعض الفتيات يخدعن حين تظن الواحدة فيهن أنها تتواصل مع فتاة أخرى دون أن تعلم أنها تتواصل مع شاب، فتبوح له بأسرارها وترسل صورها العائلية والخاصة ثم يكون الاستغلال والابتزاز، والأصل أن تتجنب الفتيات المحادثات مع المجهولين عبر الإنترنت، وكذلك لا يجوز سواء للفتاة أو للشاب البوح بالأسرار ونشر الصور الخاصة حفظاً للخصوصية ومنعاً للاستغلال السيئ. على المسلمة أن تعلم أن لها حصة كبيرة في ديننا الحنيف من أجل حفظها وحفظ حقوقها وكرامتها وكذلك عرضها حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم غزا اليهود بسبب امرأة وكذلك فعل المعتصم، فلا تجعل المسلمة دينها وأخلاقها خلف ظهرها وتسلم نفسها للشيطان ليتلاعب بها كيف شاء ثم يوقعها فيما لا تحمد عقباه. وعليها أن تتذكر أن حالها وموقفها أمام نفسها وأهلها ومجتمعها قبل الوقوع في المعصية يختلف عنه بعده، والفارق شاسع جداً. يبقى أن نقول بأن الدور الأساسي والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق ولي الأمر أو من يهمهم الأمر في الحفاظ على الأسرة والمجتمع، فالأب عليه أن يراقب أفراد عائلته وألام كذلك وكفانا حريات وديمقراطيات زائفة لا تجلب إلا البلاء والمصائب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.