دعا القيادي المؤسس في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر علي بلحاج، الحكام العرب إلى تجاوز منطق الإدانة للانتهاكات التي ينفذها الاحتلال بحق فلسطين عامة والمسجد الأقصى خاصة، والتفكير في اتخاذ قرارات سياسية هدفها نصرة فلسطين والضغط على الاحتلال.
وانتقد بلحاج في كلمة له نشرها في موقعه الرسمي على "يوتيوب"، بشدة موقف السلطات الرسمية الجزائرية التي قال إنها منعته وعددا من المناصرين لفلسطين من تنفيذ وقفة احتجاجية الأربعاء الماضي، رفضا لاقتحام وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال للمسجد الأقصى.
واعتبر بلحاج أن هذا المنع الذي نفذته السلطات الرسمية في الجزائر، يؤكد بالملموس زيف الشعارات التي يرفعها المسؤولون الجزائريون عن أنهم مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.
وقال: "في الوقت الذي تغلق فيه السلطات الأمنية في الجزائر الطرق وتفرض فيه إجراءات أمنية مشددة لاستضافة الرياضة الأفريقية، وفي الوقت الذي ينتهك فيه وزير الأمن القومي الصهيوني المتابع قضائيا في جرائم بحق الأطفال والنساء والرجال، المسجد الأقصى، فإنها تمنعنا من التظاهر نصرة لفلسطين، بل وتمنع حتى الأحزاب المعترف بها ليس فقط من التظاهر ولا حتى الوقفات الاحتجاجية، وإنما أيضا حتى من الاجتماعات في مقراتها، ثم يتحدثون عن وقوفهم إلى جانب فلسطين.. هذا هو التضليل بعينه".
وحذّر بلحاج من أن الاستمرار في الضغط على الشعوب ومنعها من التعبير عن آرائها بالطرق السلمية، لا يمكنه أن يستمر إلى ما لا نهاية.. وقال: "نحن لا ندري ماذا سيحدث في مقبل الأيام.. ونخشى أن تخرج الأمور من يد الحكام ثم تتولاها الشعوب في مختلف الأقطار العربية والإسلامية.. لأن الحكام لم يقوموا بواجبهم.. فهل ستسكت الشعوب وتصمت وتخضع؟".
على صعيد آخر دعا بلحاج الدول العربية التي تمتلك علاقات مع دولة الاحتلال إلى قطع هذه العلاقات وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة.. كما أنه حث السلطات الجزائرية، التي قال إنها تزعم وقوفها إلى جانب فلسطين، إلى أن تقطع علاقاتها مع الدول العربية المطبعة مع الاحتلال.
وقال: "قضية اقتحام الأقصى ليست معزولة، وكان الواجب أن يجتمع القادة العرب والمسلمون لاتخاذ موقف سياسي يتمثل في المقاطعة السياسية والاقتصادية، وشعبيا ترك الشعوب لتعبر عن رأيها".
وأضاف: "احتلال فلسطين هو سبب الأزمات في العالم من عام 1948.. هذه فرصة ثمينة للتراجع عن التطبيع، وعدم التعويل على مجلس الأمن.. فاقتحام وزير الأمن القومي للأقصى لها ما بعدها.. فقد أكل الاحتلال أجيالا سابقة وهو ينهك أجيالا معاصرة ويثقل كاهل الأجيال في المستقبل".
على صعيد آخر انتقد بلحاج صفقة التحاق نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي واعتبر قيمة الصفقة المالية تبذيرا لمال الأمة، وقال إنه يدخل في خانة "الحرام".
وقال: "فلسطين ليست دولة قائمة بذاتها.. دار الإسلام تشمل كل بلدان العالم الإسلامي، ولا يجوز لأي دولة أن تستولي على أموال الأمة وتبذّرها كما تشاء.. كما رأينا لاعبا يجري ليحصل على الأموال.. لا يمكن لأي نظام يزعم أنه على الهدي وأنه يمثل الإسلام ثم يبذر أموال الأمة في ما هو حرام، لا يجوز شرعا وعلى العلماء والدعاة أن يبينوا هذه الأحكام.. الفقه الإسلامي ليس مقصورا على العبادات الفردية، وإنما أيضا على العبادات السياسية والاجتماعية.. أموال الأمة ملك للأمة، لا تصرف إلا بإذنها.. هكذا تعلمنا من الرسول ومن الخلفاء ومن سلك مسلكهم إلى يوم الدين".
وأضاف: "أستقدم لاعبا وأعطيه أموالا من أموال المسلمين، بينما يدخل بن غفير إلى المسجد الأقصى ليدنسه.. دور العلماء واضح، ودور الشعوب واضح، ودور الحكام واضح شرعا.. نحن المسلمين أمة واحدة"، وفق تعبيره.
وكان زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير اقتحم الثلاثاء الماضي المسجد بحراسة شرطية مشددة.
وسبق لـ بن غفير أن اقتحم المسجد الأقصى مرارا في الماضي بصفته الشخصية وكنائب في الكنيست ولكنها المرة الأولى التي يقتحمه فيها بصفته وزير.
وفي العام 2003، قررت إسرائيل أحاديا السماح لمتطرفين باقتحام المسجد دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، التي طالبت على الدوام بوقف هذه الاقتحامات.
وقدم نادي النصر السعودي لاعبه الجديد كريستيانو رونالدو، الأربعاء الماضي، في حفل ضخم أقيم في ملعب "مرسول مبارك" بالعاصمة الرياض، عقب توقيع النجم البرتغالي عقدا مع "العالمي" لموسمين ونصف.
وقال رونالدو للجماهير الغفيرة التي لم تتوقف عن الهتاف باسمه: "السعادة تغمرني للتواجد هنا، حظيت بترحيب كبير أنا وعائلتي وأعد الجميع بتقديم أفضل ما لدي".
وزعمت تقارير إعلامية أن النجم البرتغالي قد يكسب أكثر من 200 مليون يورو سنويًا من الصفقة، ما يجعله لاعب كرة القدم الأعلى أجراً في التاريخ.