ضمن الإجراءات العنصرية التي تباشر بها حكومة الاحتلال الجديدة، منذ تشكيلها قبل أسبوع، أعلن معهد الطب العدلي في أبو كبير في منطقة تل أبيب عن وقف عمله أيام السبت، ما يعني المساس بحق إنساني للمواطنين العرب بدفن موتاهم، في حال كانت جثامينهم قد وصلت لـ"المعهد" في نهاية الأسبوع.
وتلقّى رئيس كتلة "القائمة العربية الموحدة" النائب وليد طه رسالة من إدارة معهد الطب الجنائي أبو كبير تفيد أنه منذ مطلع هذا العام 1/1/2023 تم إيقاف الميزانيات التي تم تخصيصها له، تطبيقًا لاتفاقيات "الموحدة" مع الحكومة السابقة من أجل فتح أبوابه للعمل أيام السبت، وبذلك لن يكون بمقدور المعهد تشغيل طاقم من الأطباء والموظفين لاستقبال جثامين المتوفين العرب في نهاية الأسبوع.
وكانت "الموحدة" قد توصلت لاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية السابقة يقضي بفتح معهد الطب العدلي في نهايات الأسبوع تماشياً مع التقليد العربي الإسلامي إكرام الميّت دفنه. وأدانت "الموحدة" قيام حكومة نتنياهو السادسة بعدم مراعاة مشاعر الألم والفقدان وضرورة الإسراع في إكرام الموتى وفق الشريعة وتوجيهات الدين الإسلامي، وحمّلت المسؤولية الكبيرة لأحزاب الجبهة، التجمع، والتغييرالتي فتحت الباب على مصراعيه لعودة اليمين للحكم برئاسة نتنياهو، ومشاركة وزراء عنصريين وفاشيين، وكل ذلك من أجل إسقاط "القائمة العربية الموحدة" وضرب إنجازاتها لاعتبارات حزبية وشخصية.
وأضافت "الموحدة"، في بيانها، أن إغلاق معهد أبو كبير يوم السبت هو من النتائج الأولى للتعاون بين نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، وبين القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة، الذين نسّقوا وتعاونوا لإسقاط حكومة التغيير السابقة، ويتم مكافأتهم اليوم بتعيين أيمن عودة رئيساً للجنة العلوم البرلمانية في الكنيست وبمنح تحالف الجبهة/التغيير مقعدين في اللجنة المالية البرلمانية، والله يستر من القادم.
من جهتها أصدرت قائمة الجبهة والعربية للتغيير بيانًا حول الادعاءات بإصدار قرار إغلاق معهد الطب الجنائي أبو كبير أيام السبت، وحول الأكاذيب التي تحاول بثّها "الموحدة"، وجاء في البيان أن النائبين عن القائمة المشتركة الدكتور أحمد الطيبي والمحامي أسامة السعدي هما من بادرا لتجنيد الميزانية المطلوبة لتغطية تشغيل معهد أبو كبير أيام السبت مع وزارة المالية والوزير السابق حمد عمار (حزب يسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان) بداية العام المنصرم، وكانت ميزانية لمدة عام واحد فقط، وانتهت الميزانية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، وتم تمديدها لمدة شهر واحد فقط حتى مطلع العام الحالي. وتابع بيان تحالف الجبهة/التغيير أنه بعد محادثات بين النائب الطيبي مع وزارتي الصحة والمالية، ومع عضو الكنيست موشيه جافني- رئيس لجنة المالية البرلمانية في الأيام الأخيرة، سيكون العمل باتجاه تجنيد ميزانية جديدة لتشغيل الطواقم الطبية وتشغيل المعهد أيام السبت.
وأضاف البيان: "قائمة الجبهة والعربية للتغيير، بالتنسيق مع رئيس لجنة المالية موشيه جافني، وبروفيسور فهد حكيم ومدير معهد أبو كبير الدكتور حن كوجل، تعمل على إقامة فرع لمعهد الطب الجنائي في الناصرة، يعمل بالتوازي مع معهد أبو كبير، وقد بادر النائب السابق أسامة سعدي لعقد عدة اجتماعات ثلاثية بهذا الخصوص بين بروفيسور حكيم ومدير معهد أبو كبير والنائب السعدي، آخرها يوم الخميس الماضي، وهناك تقدم كبير بهذا الاتجاه".
وخلص بيان الجبهة/التغيير للقول إن "الموحدة" تقوم بما تجيده، وهو بثّ الأكاذيب ورشق الاتهامات، والقانون الذي تتغنى به "الموحدة" والذي تقدم به النائب وليد طه في الدورة الماضية، لم يصل حتى للقراءتين الثانية والثالثة، وقد تم طرحه تماماً بعد تجنيد الطيبي والسعدي للميزانية. بات واضحاً أن قلة الشغل بتعلم التطريز.
في سياق متصل دان تحالف الجبهة/التغيير الاعتداء جسدياً، مساء السبت، على النائب أيمن عودة قام به نشطاء يمينيون وذلك فور انتهاء خطابه في مظاهرة إسرائيلية بمشاركة عشرات الألوف في تل أبيب لمناهضة حكومة الاحتلال وخطواتها نحو تقليص الديموقراطية والمساس بالجهاز القضائي واستقلاليته.
وقالت قائمة الجبهة والعربية للتغيير إن هذا الاعتداء الجبان هو نتيجة التحريض الأرعن والممنهج على النائب أيمن عودة وعلى قائمة الجبهة والعربية للتغيير، وإن كل اعتداء واستخدام للعنف مدان ويجب معاقبة الفاعل. وأكدت الكتلة أن النائب عودة بصحة جيدة وبمعنويات عالية.
