انتقد الأمير هاري طريقة تعامل الصحافة بشأن ما أورده في سيرته الذاتية حول مشاركته في حرب أفغانستان كمراقب جوي في 2008 و2007، وفي 2012 عندما كان مساعد طيار في طائرات هليكوبتر أباتشي الهجومية.
واعترف الأمير البريطاني هاري بقتله 25 شخصا بينما كان طيارا حربيا لمروحية أباتشي، خلال مشاركته في الحرب ضد أفغانستان التي بدأت في 2001 وانتهت بالانسحاب الأمريكي في 2021، في كتابه "سبير" وهو عبارة عن مذكرات للأمير.
وهاجمت الصحف البريطانية، التي انتقدها هاري بشدة في مذكراته، وعسكريون بريطانيون سابقون قراره بالإعلان عن عدد الذين قتلهم، قائلين إن ذلك قد يعرضه هو وآخرين لخطر الانتقام.
وفي حديثه إلى المحاور الأمريكي ستيفن كولبير في برنامج "ذا ليت شو"، قال الأمير هاري إن الصحافة أخرجت كشفه عن سياقه، مضيفا: "بلا شك أخطر كذبة قالوها هي أنني تفاخرت بطريقة ما بعدد الأشخاص الذين قتلتهم في أفغانستان".
وفي تعليق، أوضح موقع “ديكلاسفيد” البريطاني أن الأمير هاري قال في كتابه إن "حرب أفغانستان كانت حرب أخطاء، حربًا ألحقت أضرارًا جانبية هائلة، حيث قُتل وشوه آلاف الأبرياء"، وذلك في فقرتين قبل أن يعترف بأنه قتل 25 أفغانيا، دون أن يحظى الأمر باهتمام كبير.
واستنجد الأمير هاري بالكاتب إنه جي آر مورينغر من أجل صياغة مذكرات مقابل مليون دولار بحسب موقع "بايج سيكس"، فيما رجحت الصحافة البريطانية أن يكون المخرج جورج كلوني هو من رشحه لذلك.
وقبل احتراف الكتابة، التحق مورينغر بجامعة ييل، ثم عمل في نيويورك تايمز كمساعد إخباري. تبع ذلك فترات عمل في كولورادو ولوس أنجلوس تايمز، عام 1994.
عام 2000، فاز بجائزة بوليتزر عن تحقيقه المكتوب "تجاوز"، حول التوترات التي نشأت عند وصول عبارة إلى مجتمع صغير منعزل في ولاية ألاباما.
إضافة إلى مذكراته "حانة العطاء" التي نشرها عام 2005، وكتابته الخفية لمشاهير، كتب مورينغر أيضاً رواية بعنوان "ساتون"، عن سارق المصارف الأمريكي، ويلي ساتون.
وقالت وكيلة الكتب مادلين موريل، لصحيفة أوبزرفر البريطانية عن مورينغر: "إنه الأفضل. أنا متأكدة من أن الجميع يتطلع إلى أن يصبحوا مثله. إنه كاتب رائع. من الصعب جداً كتابة هذا النوع من الكتب وكتابته من دون أن يبدو صاحب السيرة شخصاً آخر".
وفي وقت سابق، أفاد ناشر مذكرات الأمير هاري بأن "سبير" بات أسرع كتاب غير روائي مبيعاً في بريطانيا بعد أن باع منها 400 ألف نسخة حتى الثلاثاء في صورة مطبوعة ورقية وإلكترونية وصوتية.
وقال لاري فينلي، العضو المنتدب لدار نشر ترانسوورلد بنغوين راندوم هاوس في بيان: "دائماً ما كنا نعرف أن هذا الكتاب سيحقق رواجاً كبيراً، لكنه تجاوز حتى أكثر توقعاتنا تفاؤلاً".
وأضاف: "على حد علمنا، المطبوعات الوحيدة التي بيعت أكثر في يومها الأول هي تلك التي كان بطلها هاري (بوتر) الآخر"، ذاكرا أن هذا يستند إلى المبيعات البريطانية.