خبر: استباحة أجهزة الضفة للمستشفيات.. انتهاك بلا رادع
11 مارس 2013 . الساعة 05:30 ص بتوقيت القدس
لم يستطع الدكتور أسامة ملحيس مدير مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس أن يبقى صامتاً، وقد استباحت عناصر أجهزة الضفة المستشفى وانتهكوا حرمته أكثر من مرة دون رادع، فوجّه مناشدات لرئيس السلطة محمود عباس للتدخل شخصياً لحماية الأطباء والعاملين في المشافي الحكومية من تدخل عناصر أجهزة الضفة في عمل الطواقم الطبية. مستشفى رفيديا الذي يعد أكبر مشفى حكومي في شمال الضفة الغربية ومن أعرق المؤسسات الطبية الفلسطينية يقدم الخدمات الطبية لنحو نصف مليون مواطن كان مسرحاً لخمس حالات اعتداء من عناصر أجهزة الضفة خلال الشهرين الماضيين، دون أدنى مراعاة لأوضاع المرضى الذين يغص به المستشفى. آخر تلك الاعتداءات، كان ظهر الجمعة الماضي، حين أقدم أحد عناصر الشرطة على إطلاق النار على باب قسم العناية المركزة، وكاد أن يقتل أحد الأطباء، كما تسبب ذلك بحالة إرباك للأطباء والمرضى داخل المستشفى. ملحيس أكد أنه لا يمكن للأطباء والعاملين في مستشفى رفيديا أن يقدموا الخدمات الصحية وسط حالة من الخوف نتيجة العنف الممارس من بعض عناصر أجهزة الضفة, كاشفا النقاب عن أن الطواقم الطبية تعيش حالة من الرعب نتيجة ما تتعرض له من تدخل في الشأن الطبي من بعض الجهات، التي ترى في نفسها وصية على مفاصل الحياة اليومية للمواطنين. الأطباء والممرضون لم يجدوا وسيلة للاعتراض على ما يتعرضون له سوى تعليق الدوام في المستشفى للعمليات الجراحية والعيادات الخارجية، واستقبال الحالات الطارئة فقط، كما تأتي هذه الخطوة للمطالبة بانضباط أجهزة الضفة عند حضورها للمستشفيات ومنع إدخال السلاح. [title]هل سيعاقب؟؟[/title] محافظ نابلس جبرين البكري، ادّعى أنه تم اعتقال الشرطي الذي أطلق النار وتم اتخاذ إجراءات رادعة بحقه، وهو ما قوبل بحيرة تجاه شكل العقاب الذي قد يواجهه هذا الضابط، لا سيما أن العناصر التي أساءت من قبل لم تتعرض لأي مسائلة، وهو ما شجع آخرين على تنفيذ المزيد من الاعتداءات. البكري، وفي تصريح صحفي استنكر الحادث، وأكد أنه تم عمل إجراءات من مدير شرطة نابلس، وقائد المنطقة، واعتقال الشرطي الذي أطلق النار داخل المشفى، وهو الآن محتجز لدى جهاز الاستخبارات العسكرية. وأضاف أن المعتدي سيقدم لمحاكمة عسكرية، بعد أن قام بسلوك شخصي وهو بزي مدني، حيث تبين أن له قريب في المشفى، وطلب منه الدكتور مغادرة غرفة العناية المكثفة لاستكمال علاج المريض، لكنه رفض الانصياع وأطلق النار. [title]نماذج حية للمعاناة[/title] "[b][color=red]فلسطين الآن[/color][/b]" تحدثت إلى أكثر من طبيب وممرض في المستشفى، وأجمعوا على تعالي وغطرسة عناصر أجهزة الضفة الذين يحضرون للمستشفى للعلاج أو لمرافقة مريض. وشدد أحد الأطباء -الذي رفض ذكر اسمه خشية من الملاحقة- على أن موظفي أجهزة الضفة العسكريين وأقاربهم من الدرجة الأولى لا يعالجون في المستشفيات الحكومية، بل لدى الخدمات الطبية العسكرية، لكن إن لزم الأمر يأتون إلى المستشفيات الحكومية, خاصة إذا كانوا سيخضون لعمليات جراحية، وحينها تتجسد المعاناة. واستفاض في الحديث أكثر قائلا: "يعاملوننا وكأننا "بقر" ولسنا بشر، أو كالعبيد الذين يعملون خدماً لهم، لا يراعون حرمة المكان ولا وجود مرضى, أصواتهم عالية وطريقة تعاملهم فظة, يريدك أن تقف 24 ساعة فوق رأسه تخدمه, ويا ويلك إذا تأخرت". لكن أكثر من يلمس تلك المعاملة السيئة، هم موظفو التسجيل أو قسم الاستقبال في غرفة الطوارئ, يقول أحدهم رافضاً أيضاً التصريح باسمه: "عادي جداً أن تسمع الشتائم والسباب، بل وسب الدين والكفر عندما يحضرون إلينا, سينالك جزء من ذلك إن تأخرت في تقديم العلاج له". ويضيف: "لا يمكن لنا أن نعمم، لكن هم عصبيون ومتعالون، ولا يقدرون الظروف, خاصة إن كان معهم حالة طارئة, يريدك أن تقدمه على الجميع وأن تبقى معه طوال الوقت, وفوق كل هذا لا تسمع كلمة شكرا". ويبقى تساؤل المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة مطروحاً دون إجابة، متى ستنتهي "العربدة" وانتهاك الحرمات من عناصر أجهزة الضفة؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.