منذ أيام قليلة استباح التتار كعادتهم مدن ومخيمات البلاد.. في جنين ارتكب المحتل مجزرة قتل وجرح واعتقل من أولادنا، وشدد الخناق على مدن بأكملها، وأفلت مستوطنيه علينا في كل المحافظات دون أب يحمي ودون درع يصد الضربات ودون سيف يردع من يقتل أولاده.
اليوم ترد دولتنا حامية البلاد والعباد باعتقال الأولاد، باعتقال طلبة الجامعات واعتقال كل من تسول له نفس ويفتح فمه أو يقول ما هذا.
في هذه البلاد العظيمة التي يستبسل أولادها في الدفاع عن شوارعها التي رويت بدماء كثيرة، ومن أجلها يدفع أولادنا أجمل سنين عمرهم في السجون، في هذه البلاد العظيمة سقط سراب السيادة والقيادة وسقطت أسطورة جابي الضرائب الذي يخرج علينا يومياً بمركبته المدرعة بين حرسه وعسسه ليخبرنا أنه الدولة والحكومة وأن له الأمر وعلينا الطاعة.
في هذه البلاد العظيمة التي تقول لنا كل ليلة اذهبوا أنتم وربكم وقاتلوا.. يفرض علينا خزنتها اعتقال سياسي وضرائب، وأسطورة سيادته على المعابر ويتوعدنا بالعصا وزنازين أريحا التي يفرض المحتل اليوم عليها طوق عسكري.
اليوم وفي كل يوم يثبت أبناء البلاد أصحاب الزنود السمراء التي أمطرت وتمطر التتار بحجارة من سجيل للدفاع عن سراب السيادة في مربع القيادة... إنها هي فقط القيادة.