خبر: "طارق ادعيس" حريةٌ لثانيتين قبل العودة لجحيم أجهزة الضفة
10 مارس 2013 . الساعة 05:36 م بتوقيت القدس
"ليتـك لم تخرج من سجون الاحتلال إلى سجون أجهزة الضفة أبداً"، بهذه الكلمات المريرة والمعبرة عن عمق مأساة عبّر والد المعتقل السياسي طارق ادعيس 31 عاماً عن معاناة العائلة ونجله منذ 65 يوماً في سجن أجهزة الضفة بأريحا. وسيفهم نور ذو العامين، الذي تذوق طعم معاناة الاعتقال باكراً جيداً، أن غياب والده عن المنزل هذه المرة مخالفٌ لتجربته السابقة، عندما اعتقل لدى الاحتلال مع والدته، كان نور وقتها رضيعاً، تم أسره مع أمه من أمام سجن "عوفر" خلال زيارتهما والده طارق الذي كان قد سبقهما للسجن المذكور. وهذه المرة، سيعلم نور أن غياب أبيه جاء بسبب اعتقال من ينتمون لشعبه من أجهزة الضفة. قضى ادعيس ستة أعوام في سجون الاحتلال على خلفية انتمائه لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والمشاركة في فعاليات المقاومة، وأفرج عنه قبل شهورٍ من سجون الاحتلال ليزج به كبقية المعتقلين في سجون أجهزة الضفة، وليمارس بحقهم التعذيب. [title]حرية لثوانٍ وعودة للزنازين[/title] الخميس الماضي، أفرج جهاز "المخابرات العامة" في أريحا عن ادعيس وهو من سكان مدينة الخليل للحظاتٍ تنفيذاً لقرارٍ قضائيٍ، لكن غراب الاعتقال سرق تلك الفرحة مجدداً عندما أعاد الجهاز اعتقاله بتهمةٍ جديدةٍ في تحايلٍ واضحٍ على قرار الإفراج. يقول والده أنور ادعيس: "بعد شهرين من اعتقال ابني وشبحه وتعذيبه المستمر في زنازين مخابرات الخليل وأريحا، وبعد إخلاء سبيله من المحكمة مرتين ودفع كفالة نقدية 3250 ديناراً، ورفض المخابرات تنفيذ قرارات المحكمة، وتحايلاً على القانون المتواطئ أصلاً مع أجهزة الضفة، تم الإفراج عنه لثانيتين واعتقاله من جديد بتهمة جاهزة جديدة". ويتابع: "هذا ما يحصل لأبنائنا المناضلين الذين يقضون عمرهم بين سجون الاحتلال وأجهزة الضفة اللعينة, وأغلبية الناس صامتة"، متسائلا: "هل انقرض الرجال من بين الناس؟". [title]تلاعب الأمن بالقضاء[/title] ويشير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتمكن أجهزة الضفة فيها من اخضاع القضاء لقرارها بمواصلة اعتقال نجله طارق، فقد تم عرضه على المحكمة الأحد ، ثم عرضوه على محكمة أريحا، حيث وافقت القاضية على توقيفه 15 يوماً إضافياً تماماً كما طلبت النيابة منها. وهكذا استمر قضاء أجهزة الضفة بتمديد اعتقال طارق إلى أن أمرت القاضية بتاريخ 17/02/2013 بإخلاء سبيله بالكفالة النقدية 250 دينار، ولكن عناصر مخابرات أريحا رفضوا إخلاء سبيله وأودعوه زنازينهم من جديد. والأمر الغريب العجيب أنهم أحضروه للمحكمة من جديد بعد أسبوع وقامت نفس القاضية التي كانت قد أخلت سبيله بتمديد إيقافه من جديد! [title]صرخة من المعاناة[/title] ووجه ادعيس رسالةً قاسيةً باللهجة الفلسطينية الواضحة إلى الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان، متسائلاً: "أين هم وزراء العدل والأسرى والنائب العام ورئيس مجلس القضاء الأعلى والنواب وباقي "طراطير" السلطة اليهودية الذين أزكموا أنوفنا وأشبعونا كذباً ونفاقاً على شاشاتهم الحقيرة؟ أين هم الذين يتباكون على الأسرى الموجودين في سجون الاحتلال؟". يقول ادعيس: "أتوجه بنصيحةٍ صادقةٍ مخلصةٍ إلى مناضلينا في سجون الاحتلال، بأن يرفضوا الخروج من سجونهم، وأن يضرب الواحد منهم الجندي الذي يحاول إخراجه حتى يبقى في سجونهم، فهي أرحم للمناضلين من سجون هذه الأجهزة القذرة الخائنة العميلة، التي يُهان فيها المناضل ويُذل ويُعذب ويُحَقر من قبل أحقر وأذل وأقذر الناس "كلاب بوليس اليهود والأمريكان". وكان عناصر من جهاز مخابرات الخليل اعتقلوا طارق ادعيس من الشارع أثناء توجهه إلى عمله الاثنين 07/01/2013 ولم يخبروا أهله بذلك، وعرضوه على محكمة الخليل في اليوم التالي التي بدورها مددت توقيفه ليومين إضافيين، وبعد انتهاء توقيفه أبعدوه إلى سجن مخابرات أريحا وبدون إخبار أهله أيضاً، وبقي في زنازين مخابرات أريحا بدون إذن توقيف من المحكمة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.