دفع فيض الصور ومقاطع الفيديو المؤثرة التي وثقت آلام ومآسي المتضررين من الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي غرب سوريا، إلى انتشار تصوّر عام لدى كثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن “نهاية العالم قد اقتربت”، وأن زلزال تركيا وسوريا ليس إلا “بداية النهاية”.
وضجّت السوشيال ميديا منذ يومين بآلاف الصور والفيديوهات المؤلمة، التي وثقت معاناة عشرات الآلاف من المتضررين والمنكوبين في مناطق جنوبي تركيا وشمالي غرب سوريا، على خلفية الزلزال المدمّر الذي ضرب هذه الأنحاء، فجر يوم الاثنين، السادس من فبراير/شباط 2023.
مشاهد الموت المتكررة التي لم تُفارق متصفحات الويب منذ يومين، أثارت لدى كثيرين شعوراً بأن العالم قد شارف على نهايته، وأنه ليس للإنسان قدرة على تحمل ما قد يأتي من خراب ودمار.
وتحت وسم “بداية نهاية العالم”، الذي تصدّر نتائج محركات البحث في عدد من الدول العربية، تفاعل مغردون وناشطون مع الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري منذ ما يعدو عن 12 خريفاً.
مأساة رافقهم فيها هذه المرة الشعب التركي، لُتصبح الأزمة بدل ذلك أزمات، وتُصبح الحدود الجغرافية مجرد حاجز لا يرى ولا يسمع أمام شبح الموت الذي خيّم على المناطق المتضررة منذ يومين.
شبح، حصد إلى الآن ما يزيد عن 11 ألف قتيل من سوريا وتركيا، ناهيك عن عشرات الآلاف من الجرحى ومثلهم أو يزيد قليلاً من المفقودين تحت الأنقاض.
وسم “بداية نهاية العالم” المتصدر حالياً، جمع في التعليقات حوله متفاعلين، شاركوا مقاطع فيديو مؤثرة لما يعيشه المتضررون من الزلزال في المناطق المنكوبة.
وفي هذا السياق، علق حساب باسم”بدر” قائلاً: “بعد ظهور الأحداث الأخيرة في سوريا وتركيا يذكرنا (بدايه نهايه العالم) حيث في أقل من ساعات اهتزت الأرض و كادت أن تنهي كل شيء و هول و فزع الناس لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم”.
أما الناشط الكويتي “فهد بن ناصر الجنفاوي“، فاعتبر أن زلزال تركيا وسوريا هذه الأيام، وما سبقه من كوارث طبيبعة وجوائح مثل كورونا، أو ظواهر انتحار الدلافين في سلطنة عُمان، ليست إلا مؤشرات على “بداية نهاية العالم”.
“علامات مرعبة حيرت العلماء”
وقال عبر تويتر: “علامات مرعبه حيرت العلماء ..صراخ الحوت الأزرق ..انتحار الدلافين ..الأغنام تدور حول نفسها ..اللي مايصلي يقوم يتوضأ ..واللي ماكل فلوس الشعب يرجعها ..واللي ظالم الناس يتوب إلى الله”.
أما “ملك بن عبد العزيز“، فرأى أن زلزال تركيا وسوريا ليس إلا غيضاً من فيض قدرة الله في هذه الأرض. على حد قوله.
وكتب عبر تويتر يقول: إنه “بلحظات قليلة فزعت القلوب وخلعت البيوت وأرعبت الناس”.
وتابع موضحاً: “لحظات ظهرت فيها عظمة الخالق.. وقوته وبان ضعف الإنسان وعجزه…يارب لطفك بعبادك والسلام لارواحهم…والسكينة لنفوسهم”.
زلزال مدمّر يضرب تركيا وسوريا
حسب آخر التطورات، تجاوز عدد القتلى 11 ألف شخص في محافظات جنوبي تركيا ومناطق شمالي غرب سوريا، وهي للإشارة معطيات غير نهائية قابلة للارتفاع في أي لحظة.
في تركيا، كشفت إدارة الكوارث (آفاد) عن وجود نحو 100 ألف من عناصر البحث والإنقاذ يعملون في المناطق المنكوبة، وسط جهود حثيثة من منظمات المجتمع المدني والنشطاء لجمع أكثر ما يمكن من التبرعات والمساعدات الإنسانية وإرسالها إلى المتضررين.
وفي شمالي سوريا أكدت فرق الدفاع المدني -الخوذ البيضاء- أنه من المرجح أن يرتفع عدد الضحايا في الساعات القادمة، في ظل صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة ونقص الإمكانات والمعدات الثقيلة وبرودة الطقس.
وأشارت الخوذ البيضاء، إلى أن آلاف العائلات السورية أصبحت الآن مشردة وبحاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية والطبية، الأمر الذي يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لتطويق هذه الكارثة قبل أن تتفاقم أكثر.