كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الخميس، عن تقديم المخابرات المصرية طلباً لحركة "حماس"، عقب زيارتها لبحث مباحثات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب التصعيد الأخير بالضفة وغزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في حركة "حماس"، قولها: "المصريين طلبوا إلى الحركة الاستجابة للخطّة الأميركية المطروحة للتهدئة في الأراضي المحتلّة، وهو ما رفضه الحمساويون، مؤكّدين أنهم لن يسكتوا عن استمرار العدوّ في تجاوُز الخطوط الحمراء".
وأضافت المصادر للصحيفة اللبنانية، أن الوفد الذي يبحث ملف التهدئة في مصر مع المخابرات المصرية، والذي يترأّسه رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، ويضمّ مسؤول العمل الحكومي في قطاع غزة عصام الدعاليس، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى، ناقش مع المخابرات المصرية، ممثَّلة في وزيرها عباس كامل، ومسؤول ملفّ فلسطين فيها اللواء سامح نبيل، أبرز التحدّيات التي تواجه القضية الفلسطينية، خاصة في ظلّ حكومة الاحتلال الجديدة.
وبحسب المصادر، فإن المصريين نقلوا إلى حماس، وجود رغبة أميركية ودولية بالتهدئة في الأراضي المحتلّة، وأن إدارة جو بايدن تضغط حالياً على حكومة بنيامين نتنياهو لمنعها من اتّخاذ مزيد من الخطوات التي قد تؤدّي إلى تفجير الأوضاع واندلاع انتفاضة جديدة. ومن هنا، طالبت القاهرة، الحركة، بالتجاوب مع الطرح الأميركي الحالي، وإيقاف عملها في الضفة الغربية وداخل المدن المحتلّة عام 1948، طبق المصادر. لكن "حماس" ردّت على المخابرات المصرية بأن سياسة حكومة الاحتلال المتطرّفة هي التي تفرض التصعيد على مختلف الساحات الفلسطينية، لافتةً إلى أن الفلسطينيين يستشعرون حجم التهديد الذي تتعرّض له قضيّتهم في ظلّ تعمُّد العدو "تجاوُز الخطوط الحمراء"، مستعرِضةً جملة اعتداءات أقْدم عليها الاحتلال، وردّت عليها المقاومة، وأبرزها جريمة جنين التي جاء الردّ عليها بعملية القدس البطولية التي نفّذها الشاب خيري علقم.
ووفقاً للمصادر، فإن الحركة جزمت أنها لن تَسكت على تصرّفات الوزيرَين المتطرّفَين، إيتمار بن غفير ويتسلئيل سموتريتش، تجاه المسجد الأقصى والأسرى والضفة وفلسطينيّي الداخل المحتلّ، محذّرةً من أن تكرار ما جرى في مخيّمَي جنين وعقبة جبر لن يؤدّي إلى حالة من الهدوء، بل سيستتبع ردود فعل كبيرة وقوية من قِبَل الفلسطينيين، ومنبّهةً إلى أنها لن تَسكت على مخطّطات تهويد مدينة القدس وطرْد المقدسيين وهدْم منازلهم، وأن ما ثبّتته خلال معركة "سيف القدس" لن يتمّ التراجع عنه".
كما أكدت "حماس"، للمصريين، رفْضها الطرح الأميركي الذي يريد ضمان الأمن لدولة الاحتلال، من دون الأخذ في الاعتبار الحق الفلسطيني والجرائم الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين ومقدّساتهم، مشدّدةً على أن أيّ هدوء مرهون بوقف جرائم العدو واستفزازاته وخاصة في مدن الضفة المحتلّة، لافتةً إلى أن الاحتلال ما زال يرفض التوقّف عن اقتحام المدن الفلسطينية وعمليات الاغتيال والاعتقال، و"هذا الأمر سيؤدّي إلى مزيد من التصعيد".
واعتبر الوفد أن المخطّط الأميركي يهدف إلى ضرْب المقاومة في الضفة، وتقوية التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهذا الأمر مرفوض من جميع الفلسطينيين، موضحةً أنه "في ظلّ الجرائم الإسرائيلية، لا يمكن الحديث عن تهدئة الأوضاع في الأراضي المحتلّة.