يبدأ أسرانا البواسل اليوم الثلاثاء برنامجهم متعدد الخطوات ومنها الإضراب عن الطعام بداية شهر رمضان احتجاجًا على إجراءات التنكيل التي بدأت تمارسها إدارة السجون ضدهم بتوجيهات وزير الأمن الداخلي المتطرف بن غفير.
الاحتجاجات تبدأ من سجن نفحة وتمتد تدريجيًا لتشمل جميع السجون، وتبلغ الاحتجاجات ذروتها في شهر رمضان.
الحكومات التي حكمت دولة (إسرائيل) عديدة، وكلها كانت تسيء معاملة الأسرى الفلسطينيين، وتسيء معاملة ذويهم، ولكن حكومة نتنياهو بن غفير هي الأسوأ فيما يبدو من سابقاتها في معاملة الأسرى الفلسطينيين، والمشكلة هنا أن الإجراءات الانتقامية من الأسرى تحدث علنًا، بقيادة بن غفير والمتطرفين، ومع ذلك لا تجد استنكارًا عربيًا أو دوليًا لهذه المعاملة السيئة والمتعمدة، وإجراءات السلطة باهتة لا تعبر عن المسؤولية وعن الإحساس بخطورة ما يحدث في السجون، وتداعياته خارج السجون.
قادة الأسرى وجدوا أنفسهم دون نصير قوي وفاعل، فقرروا الاعتماد على أنفسهم، والبدء في عملية مدافعة لإجراءات إدارة السجون وتوجيهات بن غفير العنصرية والانتقامية ضدهم، وعينهم على جماهير الشعب الفلسطيني، والإعلام الفلسطيني لنصرتهم، ونشر مظلوميتهم، ومكافحتهم لعدوان إدارة السجون التي تتلقى تعليمات عنصرية حاقدة وشرسة من وزير الأمن الداخلي بن غفير.
إن معركة السجون هذه لا تقف عادة عند الأسرى، بل تمتد لا محالة إلى خارج السجون، إذ إن الواجب الوطني يفرض على المجتمع في غزة والضفة مناصرة الأسرى، والدفاع عن حقوقهم في حياة كريمة، ومعاملة إنسانية محترمة.
إن تفاعل من هم خارج السجون مع من هم بداخلها هو واجب وطني، ربما يتطور لانتفاضة ثالثة ذات مغزى. وعلى المجتمع الدولي تحمل مسئولياته في كفّ يدي بن غفير والمتطرفين.
إن حكومة الاحتلال تتحمل انهيار الاستقرار وحدها، وما يترتب عن الانهيار من أعمال، والحرية لأسرانا البواسل.