في ذكرى الإسراء والمعراج ما يزال المسجد الأقصى المبارك يتعرض يوميًا لاقتحامات وانتهاكات وتدنيس من غلاة المستوطنين وقوات الاحتلال الصهيوني المدججة بالسلاح، وما يصاحب هذه الاقتحامات من اعتداءات على المرابطين والمرابطات المدافعين عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهذه الجرائم تعد رسالة للمسلمين في العالم وجميع الأحرار أن هذا العدو لا يحترم المقدسات ولا يلتزم بأي اتفاقات أو معاهدات، فهو يسعى دائمًا إلى خلق حالة من التوتر يحاول فيها أن يطيل في عمر بعض قادة الصهاينة الحاقدين والعنصريين.
هذه الحكومة الصهيونية التي تحوي كبار المتطرفين والمجرمين الذين أوغلوا بدماء أهلنا واعتدوا على حرماتنا ووصلت جرائمهم إلى مختلف العواصم العربية، كان من الواجب محاكمتهم وتعريتهم أمام العالم، وليس فتح علاقات معهم بزعم التطبيع والسلام الوهمي المعشش في رؤوس بعض قادة الدول العربية والمرفوض دينيًا وشعبيًا ووطنيًا، بل وإنسانيًا.
من هنا كان من الواجب على شعوبنا العربية والإسلامية أن تنتفض في وجه الصهاينة وتقف كما كانت مدافعة عن المسجد الأقصى، فهذا العدو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة التي يخشاها، فحينما خرج القائد محمد الضيف يحذر الصهاينة من اقتحام الأقصى ومن طرد أهلنا من حي الشيخ جراح، وأتبع التهديد بصواريخ المقاومة التي انطلقت من غزة لتسقط على رؤوس المستوطنين في مدينة القدس، شاهدنا كيف فرَّ الصهاينة مرعوبين، ودخلوا جحورهم وملاجئهم كالجرذان وألغوا مسيرة الطغيان التي شرعوا بها في حينه.
هذه اللغة التي يجب أن يلتزم العرب والمسلمون وأحرار العالم بها في التعامل مع هذا العدو الذي بات الاحتلال الوحيد في المنطقة، ويدير ظهره لجميع القرارات الأممية والمعاهدات التي أقرت بالحفاظ على المقدسات واحترام سيادة الشعوب وحقها في تقرير المصير.
كما ينتظر شعبنا موقفًا وطنيًا من السلطة الفلسطينية وردًا على تدنيس المسجد الأقصى، التي أقلها وقف التنسيق الأمني وعدم ملاحقة المقاومين ضد الاحتلال، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والذهاب إلى برنامج وطني شامل للتخلص من الاحتلال وتعزيز الوحدة الوطنية القائمة على التمسك بالثوابت.