8.58°القدس
8.39°رام الله
7.19°الخليل
16.4°غزة
8.58° القدس
رام الله8.39°
الخليل7.19°
غزة16.4°
الإثنين 25 نوفمبر 2024
4.65جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.65
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

"الزلازل ونهاية الكون"..

باحث بناسا يخرج عن صمته ويوجه رسالة شديدة اللهجة

انتقد الباحث المصري بوكالة “ناسا” الأمريكية للفضاء الدكتور عصام حجي، الانتشار الكبير للتفسيرات غير العلمية للزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، والذي اعتبره كثيرون دلالة على نهاية العالم، وأكد في المقابل أن الزلزال الذي ضرب الدولتين يجب أن “يُنهي حالة الهذيان الجماعي في المنطقة” حسب وصفه.

وقال الدكتور عصام حجي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة تويتر: “كمتخصص في دراسة الكوارث الطبيعية أوضح أن كل ما نراه من زلازل وكوارث طبيعية في منطقتنا ليس نهاية للكون”.

واستدرك أن كل ما حصل “يجب أن يكون نهاية لحالة الهذيان الجماعي الذي تعيشها منطقتنا التي يهجرها العلماء والموهوبين وتستقطب كل ما يلهي عقول الناس ويحط من أخلاقهم حتى وصلنا لهذا الجهل بكل شيء حولنا”.

وكانت انتشرت في الآونة الأخيرة – في محاولة لتفسير أسباب حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق جنوبي تركيا وشمالي غرب سوريا في، 6 فبراير الجاري، ادعاءات ومزاعم كثيرة ربطت بين حدوث الزلازل والغضب الإلهي أو أنها علامة على بداية نهاية العالم.

ولعل ما زاد من تبني هذه الأفكار من قبل الكثيرين في المنطقة العربية والشرق الأوسط عامة، هو الصورة المرسومة لدى المسلمين في هذه الربوع عن الزلازل في الموروث الإسلامي بداية من القرآن والسنة، وصولا إلى روايات المؤرخين لاحقا.

الزلازل تعني نهاية العالم.. كيف ذلك؟

في القرآن الكريم على سبيل المثال، يرد لفظ الزلزلة في اللغة دلالة على الرجفة والتردد الشديد. كما أن لفظ “الزلزلة”، اقترن في بعض المواضع بقيام الساعة، ونذائر اليوم الأخير. حتى أن هناك سورة كاملة باسم “الزلزلة جاء فيها بقول الله تعالى {إذا زلزلت الأرض زلزالها (1) وأخرجت الأرض أثقالها (2) وقال الإنسان ما لها (3) يومئذ تحدث أخبارها (4)}.

كما ورد اللفظ مجازا للتعبير عن القلق والرعب والهزيمة النفسية التي تعصف بمجامع القلوب في قوله تعالى: {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا}. وحفلت معاجم اللغة العربية بتآلف معنى الزلزلة الأصلي والمجازي مع الرجفة والتحريك الشديد والاضطراب.

في كتب التاريخ أيضا، كان حضور الزلازل قويا، ومنها حادثة الزلزال العظيم الذي ضرب أجزاء كبيرة من العراق وتركيا الحالية وبلاد الشام، والتي أوردها المؤرخ ابن كثير في كتابه الشهير “البداية والنهاية”.

يقول ابن كثير (1301-1373) في وصفه لهذا الزلزال الذي حدث عام 1200: “كانت زلزلة عظيمة ابتدأت من بلاد الشام إلى الجزيرة وبلاد الروم والعراق، وكان جمهورها وعظمها بالشام تهدمت منها دور كثيرة، وتخربت محال كثيرة، وخسف بقرية من أرض بصرى، وأما سواحل الشام وغيرها فهلك فيها شيء كثير، وأخربت محال كثيرة من طرابلس وصور وعكا ونابلس”.

ويُتابع ابن كثير في وصفه: “ولم يبق بنابلس سوى حارة السامرة، ومات بها وبقراها 30 ألفا تحت الردم، وسقط طائفة كثيرة من المنارة الشرقية بدمشق بجامعها، و14 شرافة منه، وغالب الكلاسة والمارستان النوري”.

تفسيرات غير علمية لحدوث الزلازل

الوصف المُرعب للزلازل وعلاقتها بيوم البعث ويوم الآخرة أو بلفظ الحال “نهاية العالم“، كان له صدى كبير لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية وفي تركيا. حيث اعتبر كثيرن أن نهاية العالم قد حلت بالفعل خاصة وأن مشاهد فجر السادس من فبراير شباط الحالي في عدد من المدن التركية كانت في وضع لم تعرفه منذ عقود.

أضواء زرقاء اعتلت سماء “كهرمان مرعش وشانلي أورفا”، أصوات رعد مخيف تتالت دون إنقطاع وهزات أرضية متلاحقة لم تعرف طريقها إلى التوقف، بالتوازي مع سقوط مئات المباني في مشهد أقرب إلى دك الأرض منه إلى زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر.

3 زلازل قوية ضربت تركيا وسوريا خلال أسبوعين

كل ما سبق من تفسيرات ومشاهد أذهلت من عايشوا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، وحتى من تابعوه عن بُعد، ليست إلا فرصة يجب على مئات الملايين من سكان المنطقة العربية انتهازها للخروج إلى أفق العلم بعيدا عن الانحطاط الأخلاقي والجهل الذي بلغته، على حد تعبير الباحث المصري عصام حجي.

وهو طرح أثار ردود فعل واسعة حوله، حيث تساءل اليوتيوبر”توفيق بن خالد” في تعليق على كلام حجي: “هل بيد “العلماء والموهوبين” إيقاف ومنع “الكوارث الطبيعية”؟ هل تخصص “دراسة الكوارث الطبيعية” يعرفكم متى هي نهاية الكون؟ أو على الاقل نهاية منطقة ما في هذه الأرض؟ يعني هذا في علم الغيب فما الفرق بين من يقول أنها نهاية الكون وبين من يقول أنها ليست نهاية الكون؟”

أما “فيصل” فاعتبر أنه حتى لو عادت العقول التي تحدث عنها الدكتور حجي فإنها المناخ العام للمنطقة لايسمح لها بالإبداع.

وكتب “اتفق معك دكتور، لكن العقول بدون ممكنات وأدوات تساعد على تحليل ودراسة المخاطر المختلفة قد تكون عقول غير فاعله”.

واكتفت “مي بهان” في تعليقها بتساؤل مقتضب نصه “دكتور ممكن تفسير للضوء الازرق …تحياتي”.

جدير بالملاحظة أن الدكتور المصري والباحث بوكالة ناسا الأمريكية عصام حجي، هو من أكثر الباحثين العرب المقيمين في المهجر الذي يعسى دائما للتشابك مع القضايا الراهنة لبلده والدول العربية، في محاولة منه لتقديم حلول للكثير من المشاكل المعاصرة.

وكالات