كان الممرض إلياس الأشقر في مستشفى النجاح الوطني الجامعي في نابلس، يبذل جهده لإنعاش إحدى الإصابات التي وصلت إلى قسم الطوارئ، وهي واحدة من خمس إصابات وصلت جميعها في مركبة واحدة.
لم يستطع الأشقر إنقاذ الإصابة التي كان منشغلا بها، ليُعلن عن استشهادها، ولينتقل إلى إحدى الإصابات التي وُصفت بالخطيرة جدا، ليتفاجأ أن المصاب والده عبد الهادي الأشقر (61 عاما)، كل محاولات الابن الممرض فشلت في إنقاذ حياة والده، فاستُشهد بين يديه.
وفي لحظات تحبس الأنفاس.. يروي الممرض الفلسطيني أحمد أسود اللحظات الصعبة التي كان يحاول هو وزميله ألياس إنعاش حياة شخصين توقف قلبهما إثر إصابتهما برصاص الاحتلال، لكن محاولتهما لم تنجح .
ويقول أسود: “بدأنا بإنعاش المصابين دون ان نلتفت الى وجوههم، و تم استدعاء جراح قلب مختص بعد توقف قلب أحد المصابين ، والذي بدوره قام بفتح صدره ، لكن عمره انتهى وأعلن وفاته” .
وبعد أن أعلن الطبيب عن استشهاد الشخص الذي بين يديه.
وقال أسود : إن زميله إلياس التفت بعد ذلك لوجه المصاب و صاح باعلى صوته وسط الطوارئ : ” اسود ، هاد ابوي “.
ويضيف أسود ” أن الصمت عم المكان، بعد أن اكتشفوا، أن الذي استشهد بين يديهم، والد أحد زملائهم في طواقم الإنعاش”، قائلا إن”هوية المصاب للصدفة في جيبي. اشهرت الهوية في وجه الياس و سالته: هاد ابوك؟، فأجابه بالإيجاب".
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت حارة الشيخ مسلم على أطراف البلدة القديمة من نابلس، وحاصرت منزلا، وسط إطلاق نار كثيف واشتباك مسلح مع عدد من المقاومين الفلسطينيين، مما أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيًا، وإصابة نحو مئة شخص.