لا تزال سلطات الاحتلال تسعى لتغيير وجه مدينة القدس المحتلة في محاولة لفصل شمال المدينة وجنوبها عن عمقها في الضفة الغربية المحتلة، من خلال خلق تكتلين استيطانيين في الشمال والجنوب يحولان دون ارتباط القدس المحتلة بالضفة الغربية.
وحسب بلدية الاحتلال، فإن وضع اللمسات الأخيرة على مستوطنة جديدة مكان مطار القدس – قلنديا تحت مسمى (عطروت ) بواقع 9 آلاف وحدة استيطانية قد شارفت على الانتهاء، إضافة إلى توسيع مستوطنات (جيلو وهار همتوس وجبل أبو غنيم، وما هو مخطط له على الأراضي القريبة من دير مار لياس كامتداد لمستوطنة تل بيوتTalpiot).
وفي هذا السياق قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي لـ "فلسطين الآن": " إنه عند الحديث عن مشروع بناء مستوطنة على مطار القدس الذي يشكل جزءا من الهوية الوطنية الفلسطينية والسيادة الوطنية الفلسطينية على الارض الفلسطينية، لا بد من العودة الى الوراء والتأكيد أن ما يسمى الان (مستوطنة عطروت)، كانت مستوطنة قديمة تم بناءها وتركها من قبل الاحتلال لفترة معينة وعاد اليها بعد احتلال القسم الشرقي من مدينة القدس عام 1967".
وأوضح الهدمي أن استهداف هذا المكان بالذات يأتي بناءً على حرص الاحتلال على القضاء على كل اشكال الهوية والسيادة الفلسطينية في مدينة القدس، كونه حصل على الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لـ"دولة" الكيان.
وأضاف: " الاحتلال يرى في هذه المنطقة رمزاً وأيقونة لهذه السيادة، لذلك هو لا يريد أن يرى من ينازع على هذه السيادة أو يتشارك فيها، لذلك تحظى هذه المنطقة بدعم من حكومة الاحتلال من خلال الحرص الشديد على بناء وحدات سكنية في مكان المطار".
وأشار الهدمي في حديثه لوكالتنا أن "هذا المطار يقع في الحدود الشمالية لمدينة القدس التي تفصلها عن مدينة رام الله. والمدخل الشمالي للضفة الغربية او المدخل الشمالي لمدينة القدس باتجاه الضفة الغربية، لذلك يريد الاحتلال أن يفصل مدينة القدس عن الضفة الغربية وعن مدينة رام الله عبر بناء استيطاني يحيط بمدينة القدس ويقطع التواصل الجغرافي بين مدينة القدس ومدن الضفة الغربية سواء شمالا او جنوبا".
مواجهة التهويد
وعن مشاريع التهويد وكيفية مواجهتها قال الهدمي إن: "الأسلوب الأمثل والذي نجح مع المقدسيين وأثبت في عن طريقه المقدسيون أنهم قادرون على المواجهة، هو الثبات والوحدة والتجذر في الأرض وعدم تركها، من اجل الحفاظ على هوية المدينة وعلى املاكهم داخل هذه المدينة".
وبيّن أن الاحتلال يسن القوانين من أجل خدمة المشروع الاستيطاني التهويدي الصهيوني الخاص به، والعمل على تهجير الفلسطينيين والمقدسيين والقضاء على وجودهم وتغيير ملامح مدينتهم.
وشدد على أن المطلوب من الفلسطينيين هو الحفاظ على بقائهم من خلال وحدتهم حتى لو وصل الامر الى مجرد الوجود في المدينة في اماكنهم وبيوتهم فمجرد الوجود والحفاظ على هويتهم والسلم الاجتماعي والنسيج الاجتماعي بين بعضهم بعضا، وهذا يكون له الأثر الكبير في مواجهة المشاريع الاستيطانية، ومواجهة أساليب تذويب الاحتلال للمقدسيين عبر كي الوعي وعبر السيطرة على الهوية.