مع افتتاح دولة الإمارات مؤخرا، بيت العائلة الإبراهيمية، تلك الخطوة التي تتضمن إنشاء مسجد وكنيسة ومعبد في منطقة واحدة، أعاد نشطاء تداول فتوى صادرة عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية.
ففي تلك الفتوى، قالت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء إنّ من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع عليها المسلمون، أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبق على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام.
وأضافت أنه من أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولاً وعهدًا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى القرآن الكريم.
وأشارت إلى أنه يجب الإيمان بأنّ التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم، وأن ما كان منها صحيحًا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل.
وأشارت إلى أنه أمام هذه الأصول الاعتقادية، والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى “وحدة الأديان” والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد، دعوة خبيثة ماكرة، وأن الغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجر أهله إلى ردة شاملة.
ولفتت إلى الدعوة إلى “وحدة الأديان” إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام، لأنّها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا، محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع.
وطبقا لذلك، أكدت رئاسة الإفتاء أنّه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.
وأوضحت أنه لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ (التوراة والإنجيل).
وأشارت إلى أنّه لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة “بناء مسجد وكنيسة ومعبد” في مجمع واحد؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله.
وشددت أيضا على أنه لا يجوز تسمية الكنائس (بيوت الله) وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله؛ لأنها عبادة على غير دين الإسلام.
مشروع بيت العائلة الإبراهيمية
الفتوى السعودية يمكن القول إنها تدحض الترويج الإماراتي لمشروع بيت العائلة الإبراهيمية، ويمكن استخلاص منه اتهام يُوجه للإمارات بأنها تحرض على الردة على الدين وهدم الإسلام.
ودولة الإمارات عندما افتتحت بيت العائلة ليضم كنيسا يهوديا بجانب مسجد وكنيسة، زعمت أن الخطوة تستهدف تعزيز الحوار بين الأديان في الدولة الخليجية.
وأطلق على المسجد اسم مسجد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وكنيسة قداسة البابا فرانسيس، وكنيس موسى بن ميمون.
والإمارات التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، تمثل موطنًا لجالية يهودية صغيرة ولكنها نشطة وتؤدي عادة الصلاة في أماكن خاصة.
والتقارب بين الإمارات وإسرائيل متزايد بشدة في الفترة الماضية، ويتجلى في المواقف السياسية التي تصدر عن أبو ظبي التي تمثل دعما لدولة الاحتلال لا سيما عند تنفيذ المقاومين الفلسطينيين أي عملية ضد الاحتلال.
وبعيدا عن القضية الفلسطينية اتخذت دولة الإمارات خطوات عديدة للتقارب مع إسرائيل، بينها اتخاذها مؤخرا خطوات رئيسية للتصدي لثقافة إنكار الهولوكوست.
وقالت صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” العبرية، إن الإمارات قد أدرجت الهولوكوست كلياً في المناهج، وذلك بعد أن كانت “إسرائيل” غائبة تماماً عن المواد التعليمية.
وعمل معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي “IMPACT-se”، ومقره في لندن و”تل أبيب”، مع وزارة التعليم الإماراتية، من أجل وضع منهج جديد سوف يكون متاحاً للطلاب في المرحلتين الابتدائية والثانوية.
التطبيع ينعش صادرات الاحتلال العسكرية
وسبق أن قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، نقلا عن مديرية التعاون الدفاعي الدولي في وزارة الأمن في حكومة الاحتلال، أنّ العام الماضي سجّل رقماً قياسياً لحجم الصادرات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، حيث ارتفعت بنسبة 30 بالمئة.
وقالت، إنه كان هناك سببان رئيسيان لارتفاع حجم المبيعات، هما: اتفاقيات إبراهيم؛ التي مهدت الطريق لعلاقات دبلوماسية جديدة مع دول في العالم العربي منذ أكثر من عامين بقليل، والحرب في أوكرانيا.
وأضافت، أن اتفاقيات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب، عزّزت الصادرات بشكل كبير إلى دول المنطقة.
وبحسب الصحيفة، لوحظ أنّ العام الماضي سجّل رقماً قياسياً للصادرات العسكرية، كانت حصة دول خليجية عربية تقريبًا 7 بالمئة من هذه المبيعات.ش