نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية تقريرا قدمت فيه بعض النصائح للوالدين حول تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الفشل وخيبة الأمل.
وتستعرض المجلة، في تقريرها، توصيات الخبيرة الاستشارية في السياسة التعليمية سيما بيرنشتاين، لمساعدة الوالدين على تعزيز عقلية النمو لدى الأطفال وتوعيتهم وتحضيرهم لمواجهة الفشل.
وذكرت المجلة أن ثقافة التقييم السائدة تقوم على تنشئة الأطفال في إطار تربوي ثابت من التصنيفات مقارنة بأقرانهم من نفس العمر.
وتوضّح سيما بيرنشتاين أن جعل الأطفال يفهمون أن كونهم في المركز الأول مجرد حالة استثنائية وليس شيئًا يحدث طوال الوقت، من شأنه أن يساعد في تقويتهم، وتجنب الآلام، والوقوف على أقدامهم مجددا بعد الفشل وخيبة الأمل بشكل أسرع.
تخفيف النكسات الحتمية
وأشارت المجلة إلى أن خيبة الأمل غالبا ما تكون غير متوقعة تماما لدى الأطفال، حيث يشعرون أنه لا يمكنهم تجاوزها. ولكن هذا النوع من العقلية، حيث تكون إما رقم واحد أو فاشلًا، يمكن أن يجعل الحياة أكثر صعوبة للأطفال مع نمو مجموعة المنافسين وتزايد التحديات. لهذا السبب، فإنه يجب أن تؤكد لأطفالك أهمية التصالح مع أنفسهم حتى لو لم يكونوا في المركز الأول، والمضي قدمًا من خلال تزويدهم بمهارات التعامل مع الحياة.
وفي كتابها بعنوان "الجرأة: قوة العاطفة والمثابرة"، تؤكد أنجيلا داكويرث، أستاذة علم النفس في جامعة بنسلفانيا، فكرة أن العزيمة تتفوق على الموهبة كمفتاح للنجاح. وعلى نحو مماثل، يؤكد خبراء آخرون على أهمية المرونة أو تحمل الإرضاء المتأخر.
تنصح كارول دويك من جامعة ستانفورد بتعزيز عقلية النمو التي تتم فيها توعية الأطفال بأن القدرة على التعلم ليست ثابتة وأن الفشل ليس حالة دائمة. ومن المحتمل أن تكون هذه المهارات وغيرها من المهارات للتعامل مع حالات الفشل أو الخسارة أكثر أهمية من المهارات الأخرى على المدى الطويل.
التغلب على النكسات
بحسب المجلة، فقد أوضحت لنا جائحة كوفيد-19 تمامًا مدى هشاشة أطفالنا. فعندما نتحدث عن تأثير كوفيد على الصحة العقلية لدى المراهقين، فإن من المحتمل أن الجائحة لا تتحمل المسؤولية كاملة. لقد كانت ثقافة التركيز على النجاح مسؤولة عن تدهور الصحة العقلية للأطفال والشباب، حيث ينصب التركيز باستمرار على أن تكون ناجحا على مدار 24 ساعة في اليوم، وكامل الأسبوع.
ومع ذلك، فإن هذا لا يعني عدم تعليم أطفالك بذل قصارى جهدهم أو البحث عن شغفهم وتقديم أفضل ما لديهم. ولكن عندما نفشل في تعليم أطفالنا أنهم لن يكونوا الفائزين على الدوام، فإننا نتجاهل توفير سترة نجاة لهم في حالة مرورهم بانتكاسات.
وبدلاً من ذلك، نحتاج إلى السماح للأطفال بمعرفة أنه بإمكانهم المنافسة، وبذل قصارى جهدهم، والفوز أحيانًا، ولكن ربما ليس طوال الوقت. وينبغي أن نشجعهم على أن تحقيق النجاح يتطلب محاولات عديدة.