سجل الريال الإيراني ارتفاعا ملحوظا في أعقاب اتفاق طهران والرياض على إعادة العلاقات الدبلوماسية، الجمعة، عقب مفاوضات توسطت فيها الصين.
وبحسب موقع الصرف الأجنبي الإلكتروني "بونباست"، فقد سجل الريال 439 ألفا مقابل الدولار الواحد في السوق الحرة غير الرسمية مقارنة مع 477 ألفا.
وكان الريال الإيراني قد هبط إلى مستوى قياسي عند 601,500 للدولار في أواخر شباط/ فبراير الماضي، حيث وصل إلى أدنى مستوى مع تزايد عزلة إيران؛ بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وإمدادها روسيا بطائرات مسيرة، فضلا عن قمع الاحتجاجات التي عرفتها البلاد منذ أيلول/ سبتمبر الماضي.
في المقابل، عرفت العملة الإيرانية تحسنا مع بداية الشهر الجاري، بعد تراجع التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني على ما يبدو، بالتزامن مع زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى إيران.
وألقت السلطات الإيرانية باللوم في تدني قيمة العملة على "مكيدة الأعداء" لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية، بعد أشهر من الاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني وهي رهن احتجاز الشرطة في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي.
ومنذ انطلاق شرارة الاحتجاجات في إيران، فقد فقدت العملة المحلية ما يقارب النصف من قيمتها، رغم تراجع المظاهرات في الأسابيع القليلة الماضية في ظل القمع القاسي للمتظاهرين.
وتعرضت إيران لسلسلة من العقوبات التي فرضتها عليها الدول الغربية وبرنامجها النووي المثير للجدل وحرب أوكرانيا، التي تقول دول غربية إن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية فيها.
وزادت الدول الغربية من حدة العقوبات المسلطة على طهران بسبب قمع السلطات الإيرانية للاحتجاجات في البلاد، الأمر الذي ينذر باحتمال تفاقم الضائقة الاقتصادية.
ويتجه الإيرانيون، الذين يواجهون احتمال تفاقم الضائقة الاقتصادية، إلى الدولار والعملات الصعبة الأخرى أو الذهب لحفظ مدخراتهم، وسط تضخم تجاوز الـ53 بالمئة وارتفاع في الأسعار.
ولتهدئة السوق وتخفيف الطلب على الدولارات، فقد رفع البنك المركزي حظرا على مكاتب الصرافة الخاصة التي تبيع العملات الصعبة.