انتقدت معلمة إسرائيلية تفشي العنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي ضد اليهود الإثيوبيين، محذرة من استمرار هذا السلوك العنصري وتصاعده في 2023 مع وجود حكومة يمينية تحكم "إسرائيل".
وقالت الكاتبة الإسرائيلية من أصل إثيوبي عيناب ألفا، في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية: "الأسبوع الماضي خرجت تلميذات ثانوية "هامر" إلى رحلتهن السنوية، وأنا كمعلمة منذ تسع سنوات في معهد "آيفن شموئيل" يمكنني أن أتصور كم انتظرت التلميذات هذه الرحلة التي سيتعرفن فيها على جمال البلاد (فلسطين المحتلة) في رحلة السير على الأقدام".
وأضافت: "كإسرائيلية من أصل إثيوبي وكمعلمة، ما كنت أتصور أن تتحول رحلة سنوية عادية إلى مسرحية عنصرية، فالمعلمات في تلك الرحلة فتحن مجموعة "واتساب" تسمى "رحلة سنوية للسوداوات" جعلن فيها تلميذاتهن موضع سخرية وضحك، في إطار رحلة الحافلة، حتى دون أن يجتهدن لمحاولة إخفاء أفعالهن".
وأكدت أن تعامل المعلمات بـ"فظاظة" مع التلميذات فيما عبر بشكل واضح عن "أفكارهن العنصرية والتمييزية"، هو أمر "مزعج جدا"، منوهة إلى أنه في حال لم يتم التوقف عند هذا السلوك العنصري، "لما كان هو ما سيكون، والمزيد من الناس الآخرين سيشهدون بشكل علني أو خفي سلوكا عنصريا من هذا القبيل".
وقالت: "صحيح أنه نشرت سلسلة من التنديدات، من مدير المدرسة وحتى وزير التعليم، لكن هؤلاء المعلمات لا يزلن معلمات في جهاز التعليم، ولا يزلن يرافقن التلميذات في الرحلات".
وتابعت ألفا: "عندما سمعت لأول مرة عن هذه الحالة كنت في بيتي الذي يقع في المدرسة الداخلية التي أعمل فيها، وذكرتني الحالة بحالة أخرى عن معلمة في مدرسة أخرى روت لي كيف حصل أنه قبل يوم من بدء الدراسة حين وصلت إلى المدرسة كي تعد الصف لمناسبة بدء السنة الدراسية، تلقت طلبا من معلمة جديدة في غرفة المعلمين التي قالت: أيمكنك رجاء أن تأتي بممسحة ومقشطة لأني سكبت هنا قهوة؟.. فهي لم تفهم أنني معلمة وافترضت أني عاملة النظافة".
وذكرت أنه "لا يهم كم سنة مرت، وكم من الأسقف الزجاجية تحطمت، لا يهم أني هاجرت إلى هنا في عمر سنتين وصرت اليوم ابنة 34 عاما، فالعنصرية في إسرائيل 2023 لا تزال هنا، وإذا لم تمتد يد قاسية ضدها، فستبقى، وأنا وعائلتي المكونة من 5 أبناء ممن ولدوا هنا في البلاد سندفع ثمن هذا التسيب في حال لم تنبذ المنظومة من داخلها أناسا كهؤلاء".