11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
15.37°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة15.37°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: الانتخابات الطلابية

الجامعات مصنع الرجال, ومطبخ القيادات, والمعين الذي يرفد الحياة بكل تفاصيلها بعناصر الإدارة فهي المؤسسة التي تمثل جسر الربط بين المجتمع وبين حاجة طلبة الجامعات .وتعتبر ممارسة النشاط السياسي والنقابي داخل أروقة الجامعات من أهم أدوات ووسائل صقل الشخصية .فمن خلال هذه الممارسة تخرج القادة والعلماء والإعلاميون والوزراء والحكام . في فلسطين التجربة غنية, والممارسة راقية جداً , والمخرجات خدمت القضية بكل أبعادها .لكن منذ فترة من الزمن تراجع المشهد لأسباب عديدة , منها ما يعود لأولويات الطلبة أنفسهم, ومنها ما يعود لأسباب سياسية عامة, ومنها ما يعود لطبيعة الأحزاب والقوى في تعاملها مع طلبتها, ومنها ما يعود لفلسفة الجامعات .... المهم تعددت الأسباب والنتائج واحدة وهي التراجع في الشكل والمضمون . قبل يومين جرت انتخابات لمجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة, هذه الجامعة التي خدمت فيما خدمت به كل الحياة السياسية والحزبية, وكانت انتخاباتها بوصلة ومقياساً, ومن السخونة ما يشد كل أعصاب المجتمع .هذا العام اختلف جذرياً, فلمستُ شيئاً من عبق التاريخ قد عاد للأجواء, ورغم أن العناوين المعروفة لم تشارك مباشرة, وشاركت بطرق غير مباشرة ومن خلال عناوين مختلفة إلا أن الأجواء كانت تنم عن انتخابات وتنافس نسبي طيب ومقبول كمرحلة أولى من مراحل إعادة أمجاد التربية السياسية من خلال العمل الطلابي داخل الجامعة. حيث بلغت نسبة المشاركة ما يُقارب الستين بالمائة، الأمر الذي يقربنا من نسب عالية جداً بالمقاييس الدولية, حيث افتقدناها من سنوات . وجدتُ أنها مناسبة طيبة كي ندعو كل الأحزاب والجامعات لإعادة الكرامة المهدورة للانتخابات الجامعية, ونفض غبار التعصب الأعمى, ونشر حيوية التنافس الحر, لأن الفوائد ليست حزبية بحتة رغم أهميتها, بل هي في المقام الأول تساهم بتربية جيل قادر على العمل والمبادرة والإيجابية, والرغبة في التغيير, وإبداء الرأي والمساهمة في اتخاذ القرار, وبالتالي المساهمة في تربية الجيل تربية شاملة. ويتحمل الطلبة أنفسهم مسئولية مضاعفة هذا الأمر حيث عليهم أخذ زمام المبادرة وفرض واقع يخدمهم بدلاً من القيد الحزبي أو السلبية المجتمعية.