خبر: المحرر النتشة..ملك الاعتقال الإداري بلا منازع
16 مارس 2013 . الساعة 12:41 م بتوقيت القدس
نفسه ومعنوياته تنافح الجبال، يتحدث بكل ما أوتي من قوة وعزيمة، ويروي حكاية صبر ومصابرة طويلين مع الاعتقال الإداري، الذي عانى منه سنوات طويلة. الأسير المحرر مازن جمال جبرين النتشة -41 عاماً- من مدينة الخليل، اعتقل مرات كثيرة ووضع رهن الإداري في غالب تلك المرات، حتى وصلت إلى 127 شهراً، أي نحو 10 سنوات ونصف. وفي حديثه لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أكد أن حريته من الأسر ومن جبروت الاحتلال الإسرائيلي لا يعادلها أي شيء في الكون، فمن الحرية تستمد الحياة من جديد. النتشة استذكر اعتقالاته التي يوثقها باليوم والشهر والسنة، فيقول: "أول اعتقال لي عام 1991، كنت طالباً في الثانوية العامة، فاحتجزت لشهر واحد، ثم أطلق سراحي". المرة الثانية في اكتوبر 1994، وقضى في السجن 8 أشهر على ذمة قضية.. وفي عام 1997 اعتقل مازن مجددا، وقتها بدأ مسلسل الاعتقال الإداري، فقضى 9 أشهر إدارية، ومنذ ذلك الوقت، لم يمكث خارج سجون الاحتلال عاماً كاملاً، ففي كل سنة كان لا بد له من اعتقال. ففي عام 1998 أمضى عاماً كاملاً في الاعتقال الإداري، وفي 29/3/2004 وبعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين، تعرض للاعتقال من جديد وقضى 9 أشهر إدارية أخرى، وفي عام 2005 اعتقل رهن الاعتقال الإداري لمدة 44 شهراً، دون توجيه أي تهم ودون الحديث عن ملفات وبنود مخالفة له. أما الاعتقال -الذي يتمنى مازن أن يكون الأخير-، كان بتاريخ 7/10/2009، ليقضي فيه اعتقالاً إدارياً مدة 41 شهراً، تنقل فيها بين مختلف السجون الاسرائيلية، وذاق فيها من ألوان العذاب. [title]تجربة مريرة[/title] مازن، اعتبر تجربة اعتقاله مريرة للغاية، فقد عطلت مسيرة حياته، دون مبرر ومسوغ، في ظل بعده عن العائلة والأبناء من ناحية، فهو أب لثلاثة أطفال: حذيفة وأيهم وأفنان، وعدم استكماله لدراسته من ناحية أخرى. يقول "عندما اعتقلت في المرة الأخيرة كنت أعد لمناقشة رسالة الماجستير من جامعة القدس -أبو ديس-، تحت عنوان إدارة تربوية، إلا أن اعتقالي حال دون ذلك، وعرقل حصولي على شهادة الماجستير لسنوات، وهو الأمر الذي كان صعباً للغاية. كما أكد مازن، أن فترة غيابه عن البيت وعن الأبناء، كانت قاسية جدا عليه، فأطفاله لا يزالون صغاراً يحتاجونه بينهم، وقد ذهل بعد خروجه من الأسر بابنه الأكبر حذيفة يناديه ب،( عمو)، بدلاً من (بابا) فهو لم يعش معه ولم يعرفه، ما كان له الأثر البليغ في نفسه. وعن المعاناة والصعوبات على الأسرى الفلسطينيين داخل السجون التي لا تنتهي، ذكر النتشة محاور وأمور كثيرة، بدأها بمعاناته مع مرض مزمن يعاني منه منذ سنوات، سببه الضرب والتعذيب داخل السجن، فهو مصاب بالتهاب في الأمعاء، يتناول له أسبوعياً 42 حبة دواء، وكان يحتاج لصور ومتابعة وتشخيص مستمر، وهو الأمر المفقود داخل السجن. [title]معاناة يومية[/title] من ناحية أخرى، ذكر النتشة أن التنقل عبر ما تسمى (البوسطة) التي وصفها بقوله "ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب"، فهي وسيلة قاسية تخنق الأسرى في التنقلات، لا سيما الإداريين، الذين يتنقلون من سجن لآخر باستمرار. وعن أمر آخر يحصل داخل السجن كل يوم، بل وأكثر من مرة، وهو الوقوف والاستعداد للعد اليومي فجراً وظهراً ومساءً، وإذا حاول أي الأسرى التذمر أو الشخص أو محاولة التهرب أو الرفض، فسيكون حينها عذابه عسيراً ويعاقب أشد العقاب، إضافة إلى التفتيش العاري الذي تتعمد فيه إدارة السجون إهانة الأسير الفلسطيني، وإذلاله وإخضاعه، ومحاولة المساس بما عاش عليه من تعاليم والتزام بالدين والعادات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.